أوفسايد أخلاقي وفضيحة من يدّعون النُبل!
أوفسايد أخلاقي وفضيحة من يدّعون النُبل!
أبو بكر الطيب
ها قد جاء اليوم الذي قلنا فيه مرارًا إنه آتٍ لا محالة… يوم ينكشف فيه المستور، ويُفضح فيه الزيف، ويذوب قناع “النخبة” المزعومة أمام شمس الحقيقة التي لا تغيب.
لم يكن إلغاء دوري “النخبة” صدمة لنا، بل كان إقرارًا علنيًا بما حذرنا منه، نحن وغيرنا من الغيورين: أن هذه البطولة التي وُلدت ميتة، لم تكن سوى كذبة مُصاغة بلغة النُخبة، لكنها في حقيقتها “أوفسايد” إداري وأخلاقي مكتمل الأركان.
فأي “نخبة” هذه التي تُقام بلا تجهيزات؟ بلا ملاعب؟ بلا أمن؟ بلا احترام لأندية صرفت ورتبت وتمرّنت على وهم؟
وأي اتحاد هذا الذي لا يملك الجرأة ليقول: “فشلنا”، ويصر على السير في طريق يعلم أنه يقود إلى الجدار؟
ما بين النخبة… والفضيحة!
إن قرار الإلغاء “لدواعٍ أمنية” – بحسب الرواية الرسمية – ما هو إلا سترٌ مهلهل لحقيقة أكثر قبحًا: اتحاد فاشل، مفلس فكريًا وماليًا، لا يملك شجاعة الاعتراف، ولا مؤهلات الإدارة.
ويا للمفارقة! في ذات الأيام التي سُحبت فيها ورقة “النخبة”، انفجرت في وجه الاتحاد قنبلة من العيار الثقيل: شكوى رسمية من نادي المريخ إلى الفيفا تتهم رئيس الاتحاد، معتصم جعفر، بتحويل أموال النادي إلى حسابه الشخصي والاحتفاظ بها لمدة عام!
هل بعد هذا الانحدار من منحدر؟
هل بقي للزيف أن يتحدث عن الإصلاح؟
هل من يُتَّهم بهذا النوع من السلوك – إن ثبت – يمكن أن يُؤتمن على فلسٍ واحدٍ من أموال الكرة السودانية؟
“أوفسايد” أخلاقي… لا يحتاج للفار ليقول رأيه فيه!
في كرة القدم، التسلل يُطلق عليه “أوفسايد”، ويعني وجود اللاعب في مكان غير شرعي لحظة تمرير الكرة.
لكن في حالتنا، الاتحاد بكامله كان في موضع “أوفسايد” أخلاقي، إداري، ومالي… منذ سنوات.
كانوا دائمًا في الموقع الخاطئ من الملعب:
– حين ظلموا الأندية في وضح النهار، واقتالوا ود نباوي بدم بارد.
– حين حرموا الاتحادات من ممارسة حقها الشرعي في التصويت والانتخاب.
– حين باعوا الشفافية بثمن المنصب…
– حين جاملوا الفشل، واستقبلوا الفساد بأحضان التواطؤ.
ما بُني على باطل… فهو باطل!
أين الذين صرخوا فينا أنكم “تهوّلون الأمور”؟
أين المطبلون؟ المدافعون عن “نظام يعاني من الحمل الكاذب”؟
ها هي الأيام تكشف أن كل ما بُني على المجاملة، على التحايل، على تغييب القيم، سقط.
سقطت بطولة النخبة…
وانهارت منظومة الكذب…
وظهر المستور…
وهتف الواقع بصوت مدوٍّ: “هذا الاتحاد لا يصلح!”
العدالة ليست “بندًا” في جدول الاجتماعات… بل روحٌ تسري
ليس المطلوب فقط إلغاء دوري أو محاسبة فرد.
بل المطلوب تجديد شامل في المفاهيم، وتنظيف جذري في بنية الاتحاد، وتقديم نموذج إداري نقي… نقي فعلاً لا لفظًا.
على الفيفا أن تفتح تحقيقًا جادًا.
وعلى الأندية والاتحادات المظلومة أن لا تصمت بعد اليوم.
وعلى الإعلام أن يخلع عنه جبن التحليل “المحايد”، ويرتدي عباءة الجرأة في قول الحق.
إلى جمهور الكرة السودانية: لا تكونوا ديكورًا للفشل!
اصنعوا رأيكم بأنفسكم. لا تنساقوا خلف الألسنة التي “تبيع العطر الفاسد في زجاجات أنيقة”.
اصرخوا في وجوههم: “كفى!”
ارفعوا صوتكم، فسكوتكم اليوم هو توقيع على تمديد عهد الفشل سنواتٍ قادمة.
وأهلك العرب قالوا: “إذا سقط كبير القوم، فلا تسندوه… علّ السقوط يُعيد إليه رشده!”
وقالوا أيضًا: “من حفر حفرةً من الزيف، سقط فيها أول من صدق كذبته!”
خاتمة لا تحتاج صفارة نهاية
ها هي الكرة في ملعبكم الآن، لا لتنطلق مباراة، بل لتُطلق شرارة تغيير حقيقي.
اتحاد فقد شرعيته، ونخبة سقط قناعها، ورئيس تُطارده تهم تهز ثقة أي مشجع.
فإن كنتم تحبون كرة القدم…
فلتبدأوا بركل الفساد خارج الملعب.
والله المستعان

