وسط الرياح

شمسُ الحق لا محالة ستشرق

عدد الزيارات: 21٬005

شمسُ الحق لا محالة ستشرق

شمسُ الحق لا محالة ستشرق

أبو بكر الطيب

إلى من استراحوا على كراسي السلطة في الاتحاد العام فوق ركام الحقوق، إلى من صمّوا آذانهم عن أنين الأندية وتظلمات القواعد، إليكم نكتب هذه الرسالة… لا لنبادلكم المجاملة، ولا لنبارك لكم الفوز بالتزكية، ولكن لنوقظ فيكم ما مات من إحساس، ونذكّركم بأن السُبات لا يُديم الملك، ولا الاستغفال يصنع شرعية.

لا تغرنكم لحظة نشوة فانية وقتية، فهذه إنها “قبل السقوط”
لا يغرّنكم نجاح جمعيتكم العمومية الصورية، ولا تلك القوانين التي فصّلتموها كما يُفصّل الخياط الرديء ثوب الزيف لزبائنه.
ولا تظننّوا أن إسكات المعارضين، وإقصاء الاتحادات الغاضبة، وتفصيل نظام أساسي على مقاس “البقاء للأقوى”، سيؤمن لكم ليالي هانئة بلا مساءلة قادمة وحساب عسير.

لقد تجبّرتم كثيرًا، والكل يعلم جيدًا أن “الزيف لا يصمد في وجه الوعي”، وأن قيد الظلم مهما قوي، اقترب موعد انكساره.

يا اتحاد الغفلة
وغفا وأمنه السلاح وما درى — أن الخطوب به تُحيط وتُحدقُ
أنتم اليوم في غفوتكم الكبرى، تغنّون بألحان الإنجاز، وأنتم لم تفعلوا سوى حياكة جمعية عمومية على مقاس من يخاف الديمقراطية.
أقصيتم الخصوم، خنقتم القواعد، وفرضتم قرارات لم يشارك فيها من يستحقون أن تُسمع أصواتهم.

لكن، تذكّروا جيدًا…
أن للّيل آخر، وأن الغضب الصامت أقوى من الجعجعة الإعلامية.

حتمية السقوط… وقانون العودة
لقد طال ليل المعاناة، وضاقت صدور الأندية التي أُهينت، واتحادات سُحقت إرادتها، ومكونات حُذفت من دفاتر الرياضة لأنها لم تُصفّق لكم.
لكن اعلموا، وتيقنوا:
أن شمس الحقيقة مهما تأخرت، ستشرق،
وأن صمت الناس ليس رضًا، بل هو صبر ما قبل الانفجار،
وأن الشرعية التي تُنتزع عنوة، لا تدوم،
وأن الاتحاد الذي لا يحتكم للعدالة، هو اتحاد فاقد للسند الأخلاقي والقانوني.

القادم ليس معارضة… بل اجتثاث، تذكّروا هذه العبارة
لن نرفع لافتة المعارضة، بل سنُشهر مشروع التغيير.
سنؤسس البديل الذي يشبه الشعب الرياضي لا شلّة الإداريين،
سنُعد النظام النظيف لا النظام المفصَّل،
سنكسر احتكاركم للفوز، ونمد الجسور إلى الولايات المقصية، والشخصيات المنسية،
وسنفضح أكاذيب الشفافية، ونعلن انتهاء زمن “أندية الديكور، واتحادات الولاء والانتماء المدفوع القيمة”.
فترقّبوا زلزالًا لا يحتمل المواجهة والصمود،
واستعدوا لزلزال لا يُبقي ولا يذر… فإن الكيل قد فاض.

وقبل الختام:
الاستيقاظ قادم لا محالة،
سيُقرع جرس العدالة، وستُخلع الأبواب المُصمتة،
وسيُطرد الظلم من ملاعبنا كما يُطرد الغريب من دار ليست له،
وسيُكتب للناس يومٌ يقول فيه الرياضيون:
“كنّا مظلومين… فانتصرنا”.

وأهلك العرب قالوا:
ولكن للوقاحة سقف، وللناس صبر، وللحق جولة لا يخسرها.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..