أندية الممتاز وخذلان ود نوباوي

أبو بكر الطيب
من يخذل ود نوباوي اليوم… سيُخذل غدًا.
يا إدارات أندية الدوري الممتاز،
يا من تتزينون بالألقاب والهيئات، وتخطبون ودّ الجمهور من خلف صمت المصالح ومواقف المجاملة، دعونا نسألكم بكل وضوح:
أين أنتم من معركة نادي ود نوباوي؟
أين صوتكم؟ أين مواقفكم؟ أين شرف المنافسة ووحدة المصير؟
أم أنكم آثرتم المراقبة من بعيد، متناسين أن النار التي تحرق ثوب ود نوباوي اليوم ستصل إلى جلودكم غدًا؟
المريخ والهلال.. حين خان القادة مسيرتهم
ولأن بعض المسؤوليات لا تُوزّع بالتساوي، وجب علينا أن نقولها صراحة:
المريخ والهلال يتحملان القدر الأكبر من هذا السقوط الجماعي.
لطالما كانا رمانة الميزان، والدرع الواقي لباقي الأندية، والقوة التي يخشاها الاتحاد العام ألف مرة قبل أن يُقدم على أي ظلم.
لكن ما الذي تغيّر؟
مجالس اليوم تخلّت عن الهيبة، ووهنت أمام الاتحاد، وانشغلت بحروب الداخل، وصراعات الكراسي، وصناعة الولاءات الرخيصة.
أصبح القرار فيها مرتعًا للمجاملات، وفقدت الإدارات ما تبقى من الهيبة، حتى بات الاتحاد العام يستولي على حقوقها ويمر فوقها كمن يمر فوق العشب اليابس.
لا مقاومة، ولا كرامة، ولا موقف.
أين تلك المجالس التي كان الاتحاد يحسب لها ألف حساب؟
أين الرجال الذين إذا قالوا سمع الجميع، وإذا غضبوا توقف الاتحاد؟
أين الشموخ الإداري الذي كان يُجبر الاتحاد العام على احترام قراراتهم وحقوقهم ومن خلفهم باقي الأندية؟
لقد هان المريخ وهان الهلال… فهانت معهم باقي الأندية.
وعندما يُكسر السقف العالي، فلا عجب أن تتداعى تحته البقية.
آن الأوان لصوت جديد
آن الأوان أن نطالب بصوت مرتفع:
لا بد أن يعتلي عرش الناديين شخصيات ذات تأثير داخلي وخارجي، رجال مهابون، يملكون الكاريزما والخبرة والارتباط الحقيقي بالجماهير.
لا نريد قادة صور، ولا مناصب للوجاهة.
نريد من يعيد الهيبة، ويعيد الفعل بعد أن تعبنا من رد الفعل.
ود نوباوي وحده في الميدان.. وأنتم صامتون
إن ما يتعرض له نادي ود نوباوي من تهميش وظلم وتلاعب لا يمكن السكوت عليه، ولا يمكن أن يُترك ليقاتل وحده بينما أنتم صامتون.
ولو ظننتم أن الصمت سيشفع لكم، فاعلموا أن الاتحاد الذي سلب حقوق ود نوباوي في العلن، سيُسلب منكم أنتم حقوقكم في الخفاء.
ارموا هذه الرابطة الميتة التي تمثل أندية الممتاز في النار، فهي لم تعد تسمن ولا تغني من جوع.
ابنوا رابطة جديدة، ذات شرعية حقيقية، تقاتل من أجل مصالحكم، لا تبيعها في مزادات المصالح المؤقتة.
صحوة الأندية هي بداية العدالة
كونوا مع الحق اليوم، لتجدوا من يقف معكم غدًا.
انصروا ود نوباوي ليس لأنه ود نوباوي فقط، بل لأنه آخر خط الدفاع عن كرامتكم أنتم.
وأهلكم العرب قالوا:
“إذا هان الكبير، فلا تسأل عن حال الصغير.”
“ومن هان على نفسه، هان على غيره.”
