أبو عاقلة أماسا
* كتبت مقالًا قبل أسبوع بعنوان “أزمة مصداقيّة”، كان ملخصه أن معظم ازمات المريخ والرياضة السودانية، أن الأغلبية لا تتعاطى معها بشيء من الصدق والإخلاص، وأنها ومع انقساماتها تدور حول معارك تصفية الحسابات والصراعات على محور المصالح، بصورة تُنسي الناس أصل القضية التي اجتمعوا من أجلها!
* ركزت على المريخ، والبعض يعتقد بأنني أُثقِل على إدارييه وأتعمد ظلمهم، ولكن الحقيقة البيضاء إنهم سبب أزماته ومحنته رغم وجود المجتهدين والمخلصين والصادقين، وإذا كان الاستاد هو القضية الأولى التي تزعج المريخاب وتشغل بالهم، فإن “الكذب” كان هو السبب الأول في تفاقم هذه المشكلة منذ بدايتها حتى وصلت مرحلتها الراهنة، حيث تنقل وسائل الإعلام حقائق تختلف عما يحدث على الأرض!
* الكذبة الأولى التي أطلقها المريخاب وصدقوها، وساعدنا فيها نحن كصحفيين وإعلاميين، أن الاستاد بعد جمال الوالي سيحافظ على مستواه المشرف دون أن نبذل جهدًا في صيانته، فكانت النقطة الأولى التي انطلقت منها أزمة الاستاد، أن كل من تحدث عن الموضوع كان حديثه بدافع الكسب الشخصي، أو دعمًا وتعاطفًا مع شخص ما، أو لمآرب أخرى غير الظاهرة للناس منها الدعايات الانتخابية!
* سمعت سوداكال عصر ذلك اليوم الذي زار فيه الاستاد وهو خارج من السجن، وقد كان يتحدث فيه مع الأخ البصري عيسى عندما كان مديرًا مكلفًا للاستاد وقال: “نريد أن نعيد استاد المريخ لأفضل مما كان من قبل”، وقد كانت ذروة مجد الملعب ليلة مباراة الجزائر ومصر لفاصلة كأس العالم 2010، ووقتها كان جمال الوالي قد طلب نجيل “رول” من جدة، مع بعض المكملات التي كلفت وقتها ما يقارب المليون دولار، شُحِنت من هناك ووصلت استاد المريخ في غضون أيام، وما كان ينقص الاستاد لحظة حديث سوداكال مع البصري عيسى لا يساوي أكثر من مئة الف دولار، لكن المريخ أنفق بالفعل أضعاف أضعاف ذلك المبلغ الذي تجاوز ملايين الدولارات، عبر نفرات الجار لإعمار الدار ورجال حول المريخ وغيرها من المبادرات، وحتى فترة حازم وخطف الجاكومي للملعب، ومع ذلك لم يعد الفريق لملعبه حتى الآن، مما يؤكد أن حديث سوداكال كان كذبة أولى!
* من أكبر المسرحيات الكاذبة التي قدمت على مسرح نادي المريخ، ما كان يقوم به البعض تحت مسمى تأهيل وصيانة ملعب للمريخ، حتى أخذ الملف أكثر من أضعاف ما يستحق دون أن نرى فيه جديد، والسبب أيضًا أنهم يخدعون بعضهم البعض ويتحرّون الكذب في أعمالهم طمعًا في مكاسب بسيطة ورخيصة، ومن أراد أن يتحرّى الصدق فقد كان مصيره العزل، وهكذا استمر ملف استاد المريخ غامضًا وأخباره متضاربة يمارَس فيها الكذب علانية!
* ما لم نبلغ مراحل نتعامل فيها مع مثل هذه الملفات، بمصداقية وشفافية حقيقية لن ينصلح الحال!
* استاد المريخ أضر به الكذب، والدليل على ذلك أن ما أُنفِق عليه حتى الآن منذ خمس سنوات، يساوي أضعاف تكاليف صيانته وإعادته سيرته الأولى!
* يجري كل هذا الإنفاق في ظل غياب الرؤية الموحدة والمتكاملة للمشروع، وكل من يريد أن يفعل شيئًا فيه يجتهد من تلقاء نفسه دون هدىً أو كتابٍ منير!
* بعد أن تصدى الأخ خالد زروق لملف المناشط وقبل أن يدشِّن عمله فيه، حدث ما دفعه للاعتذار عنه!
* ذات الممارسات الطفولية القديمة، من قبيل تسريب مداولات الاجتماعات وبعض التفاصيل الغير قابلة للنشر!
* من لا يستطيع المحافظة على أسرار مجلس الإدارة ومداولاته، لا يمكن أن يُؤتَمَن على أسرار المريخ..!!
* العمل الإداري الجاد والمحترم لا يرتهن لعبث القيل والقال، والإداري الذي يشغل نفسه بهذه الأشياء يستحق لقب “الأفشل”!