وسط الرياح

فرحة وتزول

عدد الزيارات: 21٬002

أبو بكر الطيبفرحة وتزول

أبو بكر الطيب

إلى من تآمروا بالصمت، وخذلوا اتحاد الخرطوم بسوء التقدير وتغليب المصالح، ونفخوا في نار الفوضى بطبولهم الجوفاء، نظنّ أن الوقت قد حان لتسمعوا الحقيقة كما هي، لا كما توهِمكم بها أوهام “الشرعية البديلة” والانتصارات المؤقتة.

لقد اختار بعضكم أن يرقص في مأتم القانون، ويبارك فرحًا زائفًا، وهو يعلم – في قرارة نفسه – أنه فرح لا يستند إلى حق، ولا يستقيم على منطق، ولا ينهض على عدالة. والذين يظنون أن قرار “وقف التنفيذ” نصرٌ لهم، فليعلموا أنه وصمة في جبين من استصدره، لا سند له في القانون، ولا ضمير له في الواقع. هذا القرار، في جوهره، محاولة يائسة لتأجيل الحقيقة لا نفيها، ولإطفاء شعلة العدل لا إخمادها.

زمن العناد والمكابرة… ثمنه فادح
ما الذي جناه اتحاد الخرطوم من هذا العناد الأرعن والمكابرة الفارغة سوى المزيد من إضاعة الوقت، وتشويه صورة المؤسسة، وتعميق جراح المنظومة الرياضية في قلب العاصمة؟ لقد أضعتم فرصاً كانت كفيلة بإعادة الهيبة والتنظيم والاحترام، ولكنكم آثرتم التواري خلف صراعات الأشخاص لا المؤسسات، والرهان على “مرور الزمن” بدل العودة للحق.
ولو كان فيكم رجل رشيد، ذو ضمير حي وشجاعة إنصاف، لوقف في وجه هذا العبث وقال: “كفى تلاعُباً بمصير الرياضة، كفى تقنيناً للباطل، كفى مكابرة تهدم ولا تبني.” ولكنكم – للأسف – تواطأتم، بصمتكم أو بتصفيقكم، فأوصلتم الاتحاد إلى ما هو عليه الآن.

المطبلاتية… شركاء في الجريمة
أما المطبلاتية وأصحاب التبريرات الجاهزة، فقد كانوا الظهر الذي استندت عليه الفوضى، والسقف الذي احتمت به الفتنة. لولا تزيينهم الباطل، وتسويقهم للوهم، والتطبيل لكل باطل يرتدي عباءة “الإجراءات”، لما تجرأ الفشل أن يجلس متربعًا على عرش اتحاد الخرطوم. هؤلاء لا تقلّ مسؤوليتهم عن من تآمر ونفّذ، فهم الوقود الذي أبقى نار الأزمة مشتعلة، حتى التهمت ما تبقى من أملٍ في الحل.

استعادة الحق… واجب لا خيار
إننا اليوم على أعتاب مرحلة جديدة، لن يُجدي فيها صمت ولا تطبيل. إن أمر التنفيذ سيعود، وإن القانون سينتصر، وإن الحق لا يموت. نعم، قد تمر الأيام ببعض الظلال، لكنها لا تمحو نور الحقيقة. ولن يستطيع أحد، مهما بلغت سطوته أو استقوى بـ”الزمن”، أن يمنح شرعية حقيقية لمن جرى فرضهم على واقع مرفوض.
آن الأوان لتحرير الرياضة من قيد الارتجال، وتحرير القرار من سطوة الأشخاص، وإعادة الاتحاد إلى طريقه الصحيح، عبر مؤسسات شرعية لا تحابي، وقيادات رشيدة لا تساوم على الحق.

وقبل الختام:
انتصار العدل حتمي
فليفرحوا قليلاً إن شاءوا، وليُطبّلوا كما اعتادوا، فـ”من يضحك أخيراً، يضحك كثيراً”. إننا نراهن على المستقبل، لا على نشوة اللحظة، ونثق أن القانون سيعلو، وأن زمن الكرتجية إلى زوال، مهما طال ليله.

وأهلك العرب قالوا:

ضِعافُ الأُسدِ أَكثرُها زَئيرًا
وَأَصرَمُها اللَواتي لا تَزيرُ
لَقَد عَظُمَ البَعيرُ بِغَيرِ لُبِّ
فَلَم يَستَغنِ بِالعِظَمِ البَعيرُ

لَا تَحْقِرَنَّ صَغِيرًا فِيْ مُخَاصَمَةٍ
إِنَّ البَعُوْضَةَ تُدْمِيْ مُقْلَةَ الأَسَدِ

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..