وسط الرياح

الأحلام الكبيرة

عدد الزيارات: 21٬002
أبو بكر الطيب
أبو بكر الطيب

أبوبكر الطيب

الوهم في واقع المريخ، كل شيء يبدأ بحلم…
جمهوره تعوّد أن يحلم، بل أدمن الحلم، وتعلّق بطموحات كبرى ربما فاقت حدود الواقع وسبقت الإمكانيات بمراحل. والأحلام، في جوهرها، ليست مذمومة؛ فهي الوقود الذي يُشعل الطموح، والشرارة التي تُبقي الأمل حيًا حتى في أحلك الظروف. ولكن، متى تتحوّل هذه الأحلام من دافع إلى عبء؟ ومتى يصبح التطلّع الزائد وهماً يُثقل النفوس ويزيد الجراح؟

بين الطموح الجارف والتحديات الواقعية

ما يعيشه جمهور المريخ الآن أشبه بالوهم، ما بين الحافز والإحباط؛ بين تعلقه ببطولات كبرى وانتصارات بعيدة المنال، وبين واقع بائس يعيش فيه الفريق بلا مقومات حقيقية.

نحن نحلم بالفوز بدوري النخبة والمشاركة أفريقيا، بينما نفتقد العناصر التي تمنحنا مجرد فرصة لعب تنافسي حقيقي مع أندية تتلمّس طريقها لأول مرة في الدوري الممتاز، ولم نقدم ما يشفع لنا.

نحلم بحصد البطولات، داخليًا وخارجيًا، بينما فقد النادي أبرز لاعبيه، وخسر أفضلهم، وانهارت بنيته الإدارية.

فكيف لأحلام بهذا الحجم أن تتحقّق دون أدوات؟
إنها أزمة حقيقية.. أزمة تتشابك فيها خيوط الأمل مع خيوط الوهم.

الإدارة: الحلقة الأضعف والوجه المظلم؟

حين نتأمل حال الإدارة، نجدها الوجه الأكثر قتامة في هذه المعادلة؛ إدارة غائبة عن الوعي، فاقدة للقدرة على التخطيط، ضعيفة أمام التحديات، ومصرّة على دفن رأسها في الرمال.

بدلاً من أن تكون حلقة الوصل بين الحلم والعمل، أصبحت حاجزًا بين الطموح والإنجاز، بين ما يتطلع إليه الجمهور وما يراه على أرض الواقع.

لقد تحوّلت الأحلام إلى أمانٍ فارغة، لأنها لم تُقابل بخطط جادة، ولا بقرارات مسؤولة. ولذا ليس غريبًا أن نرى جمهور المريخ اليوم في حالة استنزاف نفسي، وقد بلغ حدود الصبر والاحتمال.

النتائج:

لا تشبهنا… والمستوى لا يشبه المريخ
إن ما يُقدّمه الفريق على أرض الملعب لا يشبه تاريخ المريخ، ولا طموحات جمهوره.

جمهور المريخ لم يعد يقبل حالة الاسترخاء، ولا ذلك الأداء الباهت الذي يفتقر للروح والانضباط.

اللاعبون والإدارة أمام مسؤولية تاريخية

أن يعوا أن الفريق يعيش منعطفًا حرجًا، وأن تحقيق الفوز لم يعد حلمًا فقط، بل ضرورة، وأن الصمت الجماهيري اليوم ليس رضا، بل غضبٌ مكظوم، قد ينفجر إن استمر مسلسل الخذلان.

نداء إلى جمهور الصّفوة: الحذر من الوقوع في فخّ الأماني

نقول لجمهور المريخ الوفي: نعم، أحلامكم مشروعة، وتطلعاتكم مفهومة، ولكن لا تقعوا في فخ الأماني المجردة. لا تُحمّلوا الفريق ما لا يحتمل، ولا تتعلقوا بنتائج لم تُبذل لها الأسباب.

نقولها بوضوح: المريخ ضلّ طريق البطولات من يوم غيّر جلده، وتخلّى عن عناصره الأساسية، ولم يهتم ببناء فريق يسدّ الفجوة بين ما هو كائن وما يجب أن يكون.

الجمهور فقد صبره ووقاره وصل جمهور المريخ إلى مرحلة من الإنهاك النفسي تجعله غير قادر على مزيد من الصبر.

لم يعد لديه صبر الانتظار، ولا رغبة في تبرير الهزائم.
فإذا لم تتحرك الإدارة واللاعبون لاستعادة الهيبة، فإن الشرخ بين المدرجات والميدان سيتحوّل إلى هوّة يصعب ردمها.

وأهلك العرب قالوا: “ربّ أمنيةٍ أضاعت أعماراً، وربّ واقعيةٍ أنقذت أجيالاً.”

فاحلموا، ولكن احلموا بعينٍ مفتوحة على الواقع.. واحذروا أن يُصبح الحلم سيفًا مصلتًا على رقبة نادٍ نُحبّه ونخشى عليه.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..