
بابكر سلك
العنوان أعلاه من أغنية للعملاق أبو عركي البخيت
عن حبيبتي أنا بحكي ليكم
وكل يغني ليلاه
محمود درويش كتب بعنوان
حبيبتي بيروت
فمارس من خلال كلماته عشقًا مباحًا
مارسه بكل ارتياح
همسًا وبُواحًا
وكم أعجبنا الغزل (الثائر) لمحمود درويش
وشاعرنا المبدع
محمد عبدالقادر (الموظف بالسفارة السعودية حاليًا)
كانت له الجرأة
وأفصح عن حبه شعرًا رقيقًا وفخرًا عميقًا وشوقًا دفيقًا وإلقاءً أنيقًا
حتى هو قرض
غلبو يكتم حبه أكثر من كده
(فانبهل) متغزلاً في محبوبته معبرًا عن حبه تحت شعار (التبقي تبقي)
فكتب بعنوان حبيبتي أم درمان
هي أم درمان الما حباها منو؟
مدينة بقامة دولة
وحّدت الأعراق واللغات واللهجات والثقافات
نبذت القبلية والعنصرية ورسّخت التعايش الديني بسلام في مجتمع واحد على أرض الواقع
لذا سبقت الأمم المتحدة ومبادئها الشهيرة
أم درمان تحتاج لإعادة كتابة تاريخها
شأنها شأن السودان
أم درمان رائدة القومية والثقافة
لم تكُ مجرد منتديات في قهوة يوسف الفكي أو قهوة جورج مشرقي
بل كانت جامعة للآداب والفنون
كتب محمد عبدالقادر رائعته حبيبتي أم درمان ونحن طلاب بالجامعة
فوجدت قبولًا كبيرًا في نفوس الجميع
حتى في نفوس (الما أولاد قلبا)
لأنه ببساطة شديدة قومية أم درمان التي يستنشقها الجميع
وتمر نسمة (باردة) على الناس في شتى بقاع وطني العزيز
تجعل عزة لأم درمان وروح انتماء شرعي لكل أبناء الوطن مهما اختلفت جهاتهم ولهجاتهم
أم درمان مدينة لم تصنعها المهدية كما رُوِّج لذلك بالتاريخ المغلوط
ولكن المهدية حينما حضرت في 1885 وجدت أم در بكامل أمانها تستلقي على الضفة الغربية للنيل
فالموردة كميناء نهري كانت منذ حقبة التركية
وديم أبو سعد الذي نزل به الإمام المهدي كان سابقًا لوصول المهدي للفكرة
وحتى سوق المواشي بحي العرب ومن بعده السلخانة (مكان الذبح)
عرفتهما أم درمان قبل المهدية
والدليل لاحظ كلمة سلخانة التركية والتي أتت على وزن أجزخانة وشفخانة وغيرهما
أم درمان أنشأها كمدينة كل السودان
التقت فيها الأديان والأعراق والثقافات
مجتمعها عاش مساواة وعدل ميّزاها وخلقًا منها مدينة تشجع على البقاء والعيش دون الالتفات للتوافه من خلافات دينية وعرقية وجهوية وإثنية
فكانت أم درمان حبيبة محمد عبدالقادر وحبيبة كل السودان وأهل السودان
حتى إن هناك اتجاهًا لأن عازة الخليل هي أم درمان التي قصدها الشاعر المهول
لذا ننادي دومًا بإعادة كتابة تاريخ السودان
لنقف على حقائق مشرّفة
فالتاريخ الذي كتبه الأجانب
أسقط عمدًا حقائق تفيد عظمتنا كشعب وتفردنا كأمة وجمالنا كوطن حدادي مدادي بقي ما قادر يشيل نفرين
أسقط التاريخ موقعة السكاكين
أسقطها عمدًا
وهي موقعة بطولية سطّرنها نساء أم درمان
وجاء في القصة أنه بعد انتصار الآلة الإنجليزية بكَرري وتوجهها إلى داخل أم درمان
وصل الخبر لي ناس أم درمان
الجميع كان بكَرري عدا النساء والأطفال
إحدى نساء أم درمان جمعت النسوة وخطبت فيهن
أخبرتهن بأن الإنجليز ديل في طريقهم لداخل أم درمان
وأنو الناس ديل قالوا ليهم ثلاثة سنين ما شافوا مرة
وأكيد حا يهموا بيكن
يا نطاوعهم ونعيش ممارسات للحرام
يا نقع البحر ونموت والانتحار حرام
وأن الحل الوحيد
كل واحدة عندنا سكين في بيتها
تسنّها وتجهزها
ولما يجوا الإنجليز
كل واحدة تراوض واحد
وتستدرجه لي داخل بيتها
ثم تعمل فيه السكين
وقد كان
حتى قيل إن ما فقده الإنجليز من جنود في موقعة السكاكين فاق ما فقدوه في كَرري
ولكن تاريخنا الذي كتبه ناس نعوم شقير وسلاطين باشا وغيرهما من الأجانب
وتسليمنا بما كتبوا وفقًا لاستراتيجيات تخدم أجندات أوروبا
كان سببًا رئيسًا في تشويه تاريخنا
والآن هو سبب يدعونا للمطالبة بالبحث والتمحيص وإعادة كتابة التاريخ
معليش ونستكم كتير
لكن نعمل شنو
عدم الشغلة
قلت لي المريخ لاعب متين؟؟؟
طيييب
أيها الناس
إن تنصروا الله ينصركم
أها
نجي لي شمارات والي الخرطوم
كان شفت يا والينا
في أم درمان درس لينا
أنو ممكن نعيش بمنتهى المحبة يا والينا
لا نتذكر قبيلة ولا يفرقنا دين ولا إثنية نفرضها على بعضينا
عشان الكلب ما يعضينا
سلك كهربا
ننساك كيف والكلب قال تختلفوا تتطنقعوا على بعضكم بعضيكم كلو يوم
وإلى لقاء
سلك

