خليك واضح

التوقيت شماعة الغتغتة! 

محمد الطيب كبّور

استخدام كلمة “التوقيت غير مناسب” أضر بمصلحة المريخ، وأقعد الإعلام عن ممارسة دوره الرقابي، بضمير مهني يساهم في إصلاح الاعوجاج، ومشاكل المريخ أغلبها انتظار “التوقيت المناسب”، في حين أن البعض متى ما مارس الإعلام دوره الرقابي، فإنهم جاهزين لتصنيف الصحفي بوضعه في خانة المعارضة أو التبعية بوصفه بأنه ينفذ أجندة فلان أو عِلاّن، في حين إنه يؤدي واجبه المهني بتجرد، فإذا أورد مثلًا أخبارًا سالبة فإنه سيصنف كمعارضة، وإذا تحدث بعد أن أصبح الأمر مكشوفًا على الملأ فإن اللوم أيضًا سيطاله على صمته هذا، وقصة مراعاة مصلحة النادي هي كلمة حق أريد بها باطل والقصد منها “الغتغتة”، ومتى ما التزم الإعلامي بضميره المهني ومارس مهامه دون الاستجابة لأي ضغوط، فهو سيكون حتمًا قد أدى وظيفته على أكمل وجه، وساهم إيجابًا في تصحيح مسار ناديه، لأن السكوت على التجاوزات والسلبيات سيزيد من تعقيد الأمور.

المعارضة لها دور إيجابي يغفله الكثيرون، فهي تمثل أداة رقابة على أداء المجالس، وأعني هنا المعارضة الراشدة التي تقوم على نهج التقويم، وليس المعارضة الهدامة المترصدة للأخطاء دون المساهمة في الحلول، والتي هي أشبه بحيوان مفترس ينتظر لحظة الانقضاض على فريسته، ليحقق انتصارًا زائفًا ويرضي نفسه، دون أي اعتبار لما يسببه من أضرار للكيان.

الإعلامي أكثر عرضة للتصنيف من غيره لأنه يتعامل مباشرة مع الجمهور، ويقدم قراءاته من أشكال الصحافة المختلفة “الرأي والخبر والتحقيق والتقرير”، وغيرها من فنون العمل الصحفي التي تشمل كذلك الصورة والفيديو، ورغم أنهما يمثلان دليلًا دامغًا على صحة ما ذهب إليه الصحفي، إلا أن بعض الأدعياء يواصلون في غيهم في محاولة لطمس الحقيقة، بحديث ممجوج عن أن “التوقيت غير مناسب”، ومهما حاولت أن توضح موقفك فإن تصنيفك لن يتغير لأن هذه الأحكام الجائرة جاهزة، وما هي إلا خطة تحجيم لإخراس صوت الحقيقة، الذي ينبغي أن يعلوا ولا يعلى عليه إطلاقًا بضمير مهني حي، وكل ليلٍ مهما طال حتمًا سيعقبه صباح كما الحقيقة تمامًا فهي لن تظل مخفية على الدوام، ولكن حينها فإن العلاج سيكون صعبًا للغاية لأن الأمور ستكون قد تعقدت بشكل كبير، ولو أن المعالجات تمت في وقتها الذي كان يصفه الأدعياء بأنه غير مناسب، لما تقيَّح الجرح وتراكمت السلبيات.

أكثر وضوحًا 

معارضة راشدة وإعلام واعي، هما كل ما يحتاجه أي مجلس إدارة ليكون أداة رقابة، أما التطبيل والغتغتة فإنهما يفاقمان المشكلات وبعد فترة سينهار كل شئ، ومن كان يدّعي مراعاة مصلحة الكيان باعتبار أن “التوقيت غير مناسب”، سيدرك حينها ارتكابه لخطأ كبير لكن بعد فوات الأوان.

الإشادة محفز للتجويد للمضي في سكة الإنجازات، وفي نفس الوقت الانتقاد يفيد التجويد ويساهم في تحقيق الإنجازات، لأنه يبين مواضع الخلل في حينها لتتم المعالجات، وكل الضرر يأتي من الغتغتة.

العمل في الأندية الكبيرة مرهِق جدًا، وكل من يتقدم له يسذتحق منا الوقوف إلى جانبه متى ما قدم مردودًا طيبًا، ولكن من لا يملك ما يقدمه فعليه أن يتنحى ويفسح المجال لغيره، لأن الأمر ليس لمجرد “الشو show” والوجاهات، بقدر ما هو مساهمة في صناعة حاضر ومستقبل زاهر للنادي.

يقام عصر اليوم باستاد ودنوباوي، مهرجان لتكريم نجم المريخ في الزمن الجميل المدافع الصلد عبدالسلام حميدة، والتي من المتوقع أن تكون تظاهرة رياضية كبيرة تجمع كل الرياضيين بمختلف ألوانهم، وسيتم تسليم عبدالسلام حميدة “حافلة كريز” هدية في هذا الكرنفال الكبير.

خالص التعازي للأستاذ الرشيد مياسم عضو مجلس إدارة نادي المريخ والأستاذ عبادي محجوب في وفاة زوجتيهما، ونسأل الله لهما الرحمة والمغفرة والقبول الحسن وأن يجعل البركة في ذريتهما.

مجرد سؤال 

ومتى كان التوقيت مناسبًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..