يا للعار… ويا للفضيحة!

يا للعار… ويا للفضيحة!
أبو بكر الطيب
إلى السادة في الاتحاد السوداني لكرة القدم، إلى لجانه القانونية والانضباطية، إلى كل ضمير حيّ في الوسط الرياضي، وإلى جماهير كرة القدم السودانية… إليكم جميعًا، ومن باب الرجاء، ومن باب الشهادة.
نكتب لا لنسأل أين العدالة، بل لنقول لكم إنكم تركتموها خلفكم منذ زمن، حين فضّلتم التزوير على النزاهة، والمجاملة على القانون، والانتقام على المسار الرياضي الصحيح.
فضيحة بملف انتخابي
هل سقطنا إلى هذا الحد؟
لقد تابعنا بذهول – ومعنا الرأي العام الرياضي – ما طُرح من مستندات رسمية، تقدّم بها أحد نواب الرئيس، ضمن ملف ترشحه لموقع الرجل الثاني في اتحادكم.
مستندات ادّعى فيها مؤهلات لا يملكها، وخبراتٍ لم تثبتها أي جهة مستقلة، ورغم ذلك اجتاز بها شرط الترشّح!
هل يليق أن يُمنح مقعد بهذه الحساسية لمن قدّم وثائق يشكك فيها القريب قبل البعيد؟
وهل لجنة الانتخابات، بكل أدواتها، عجزت عن فحص هذه المؤهلات؟
أم أنها تغاضت عمدًا عن المخالفة، لإعادة إنتاج الرجل الذي لطالما دار حوله الجدل والاتهامات؟
نحن أمام ما يشبه انقلابًا أخلاقيًا على معايير النزاهة.
إنه ليس فقط تزويرًا لمؤهلات، ولكن تزويرٌ لمصير الاتحاد السوداني، الذي يشكّل الواجهة الأولى للرياضة السودانية، في نظر جمهورها ومجتمعها.
ود نوباوي… حين يصبح الدفاع عن القانون جريمة!
وسط هذه الفضيحة، لا يمكن أن نصمت على الجرم الرياضي الأكبر، وهو ما تعرّض له نادي ود نوباوي، أحد أندية القمة السودانية، لا بتاريخ الإنجازات فحسب، بل بمواقفه الأخلاقية والمبدئية.
لقد ارتكب ود نوباوي “جريمة العصر” حين طالب بالتحقق من المؤهلات، وطعن في أهلية بعض المرشحين، فما كان من الاتحاد إلا أن رد عليه بالطرد الرياضي، والإقصاء من الممتاز، والتهديد بالهبوط غير المشروع.
لم يُقصَ النادي لضعف نتائجه، بل لأنه قال: كلمة الحق في وجه الظالم.
لقد كان ذلك الطعن قانونيًا، موضوعيًا، موثقًا، ومع ذلك قوبل بـ”عقاب ناعم” تمثّل في فرض واقع إداري خانق قاد إلى تهديده بالهبوط.
وإن سألنا: من وراء هذه التصفية؟
فالجواب معروف، وهو ذات المنهج الذي يكافئ المزوّرين، ويعاقب الشرفاء.
اتحاد بلا أخلاق… كيف نثق به؟
ما نراه اليوم ليس مجرد انحدار، ولكن تجريفٌ لمفاهيم الرياضة.
رياضة بلا قانون… بلا عدالة… بلا حد أدنى من الأخلاق.
اتحادٌ يُقصي من يصدح بالحق، ويُكافئ من يزوّر ويتسلّق، ثم يتحدث عن دوري ممتاز، ودوري نخبة، ومجموعة تطوير…
أية رياضة نرجوها من كيان كهذا؟
وكيف نطمئن إلى مستقبل يخطّه من لا يتورّع عن الكذب والتزوير والظلم؟
وما قيمة أي دوري يُدار بعقلية الإقصاء والتمكين؟
الرياضة في جوهرها قيم ومبادئ، لا تُقاس بالبنيات والهياكل، بل بالعدالة والاحترام والمنافسة الشريفة.
ومن يخون هذه القيم، ليس له مكان في المنظومة الرياضية مهما علا منصبه أو كثرت علاقاته.
نقولها بوضوح:
إذا لم تتحرك لجنة الانضباط، وتُراجع ملف الترشّح المطعون فيه، فإنها تكون شريكة في تمرير التزوير، لا مُحكّمةً للحق.
وإن لم يُنصف ود نوباوي، ويُرفع عنه الظلم، فإن العار لن يُمحى، ولكنه سيبقى وصمة عار في جبين اتحادٍ اختار العتمة على النور، والمحاباة على المصلحة العامة.
وأهلك العرب قالوا:
“الحقُّ قديمٌ لا يُبطله شيء، والباطل وإن طال به الأمد، لا يُثمر إلا ندامة”.
“ومن لم يَصُن نفسه عن الرّدى، فليس له في العُلا من نصيب.”
الرسالة وصلت.
والتاريخ لن ينسى.
والرأي العام يترقّب:
فإما أن تنتصر العدالة، أو تكتبوا – أنتم بأيديكم – شهادة وفاة الرياضة السودانية.
والله المستعان.
