حين يصحو المارد تهتف الصفوة

حين يصحو المارد تهتف الصفوة
أبو بكر الطيب
بين فرحة الانتصار ونداء الواجب، تقف جماهير المريخ اليوم شامخة، ترفع رايات النصر وتغني لعودة المارد الأحمر كما عهدته الأجيال: كبيرًا وقت المحن، حاضرًا وقت التحدي، واثق الخطى يمشي متى دعاه المجد لينتصر.
انتصار المريخ على الأمل عطبرة، فهود الشمال، ليس ثلاث نقاط على لائحة ترتيب دوري النخبة، ولكنه علامة حياة، ونبضة أمل في صدر الصفوة، ورسالة صريحة بأن الفريق بدأ يستعيد عافيته، ويسترد بعضًا من هيبته التي لطالما أرعبت الخصوم وأبهرت المتابعين.
لكن، هل يكفي الفوز لنقول إن المريخ قد عاد؟
الجواب ببساطة: لا.
من الانتصار إلى المسار
الفرق العظيمة لا تُقاس بانتصار عابر، بل تُقاس بقدرتها على تحويل الفوز إلى مسار، والانتصار إلى مسيرة.
المريخ اليوم على أعتاب فرصة جديدة، ومسؤولية أكبر: أن يُثبت أن انتصاره لم يكن لحظة عابرة، بل خطوة أولى في مشروع العودة الكبرى.
على اللاعبين والجهاز الفني والإدارة أن يدركوا جيدًا
إن ما بعد الفوز أصعب من لحظة تحقيقه، لأن سقف التوقعات يرتفع، وثقة الجماهير تتحول إلى أمانة في الأعناق.
من الآن فصاعدًا، كل مباراة هي نهائي، وكل تمرين هو امتحان جدية، وكل قرار إداري هو رهان على المستقبل.
استعادة ثقة الصفوة.. لا عودة بعدها إلى الوراء
إن ما كُسب اليوم من ثقة، لن يُغتفر التفريط فيه غدًا.
جماهير المريخ – التي ما خذلت يومًا – عادت لتشعر بالفرح، ولتؤمن من جديد بأن فريقها قادر على التحدي، فهل أنتم على قدر هذا الحب؟
إن جمهور المريخ غاية ما يطلبه من اللاعبين هو الصدق، والإخلاص، والغيرة على الشعار.
وإن التحدي الأكبر.. سيكون قاريًا لا محليًا
دعونا نُصارح أنفسنا
بطولة الدوري الممتاز والنخبة هي استحقاق طبيعي لنادٍ بحجم المريخ، وليست غاية ولا منتهى الطموح.
التحدي الحقيقي هو الذهاب بعيدًا في البطولات الإفريقية والعربية، وتحقيق حضور مشرّف يعيد للمريخ بريقه القاري وهيبته التاريخية.
فهل نستعد لذلك من اليوم؟
هل نعد العدّة، ونبني فريقًا لا يخشى الرصاص، بل يحمل الرصاص في “طبنجته” ويقاتل من أجل المجد؟
أم نكتفي بفوز هنا، وتعثر هناك، ثم نُعيد تدوير نفس خيباتنا القديمة في مواسم جديدة؟
من القلب إلى كل من يرتدي شعار المريخ..
أنتم لا تلعبون لأنفسكم فقط، بل لأجيال مضت كانت تبيع رغيفها لتشتري تذكرة الدخول، ولأجيال قادمة تتعلّق أعينها بكم.
أنتم تمثلون ناديًا اسمه المريخ… أحد أركان الحركة الرياضية وأساسها، وعنوانٌ للعزّة في قاموس الرياضة السودانية وترجمانها.
كونوا كما كنتم اليوم: أبطالاً، لا ينحنون أمام الصعاب، ولا يتراجعون عند أول منحدر.
وثقوا تمامًا، أن الجماهير ستظل خلفكم… إن أنتم صدقتم النية، وشرفتم الشعار، وكنتم رجالاً في الميدان.
وما النصر إلا من عند الله.
وأهلك العرب قالوا:
إذا الشعبُ يومًا أراد الحياةَ
فلا بُدَّ أنْ يستجيبَ القدرْ
ولا بُدَّ لليلِ أنْ ينجلي
ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ
ومن لم يُعانقهُ شوقُ الحياةِ
تبخَّرَ في جوِّها واندثَرْ
والله المستعان
