عودة الرباعي.. تصحيح مسار أم انحناء للعاصفة؟

الصّفوة _ تقرير

في خطوة مفاجئة تحمل أبعادًا متعددة، أعلن الفريق طارق عثمان الطاهر موافقة مجلس الإدارة المريخي رسميًا على مبادرة الرئيس السابق أيمن أبوجيبين، والتي تقضي بإعادة تسجيل الرباعي الذي تم الاستغناء عنه مؤخرًا: مصطفى كرشوم، محمد المصطفى، الجزولي نوح، وبخيت خميس.

ورغم أن الإعلان حمل في ظاهره مبادرة “لتوحيد الصفوف”، إلا أن المراقبين والجماهير تساءلوا عن الأبعاد الحقيقية لهذه الخطوة المفاجئة، خصوصًا في ظل تدهور نتائج الفريق مؤخرًا، وآخرها السقوط المدوي برباعية أمام الهلال، وضياع لقب بطولة النخبة، ثم الانسحاب من كأس السودان.

إعادة الرباعي السابق الذي يمثل العمود الفقري لخطوط الفريق، وتحديدًا الدفاع والحراسة، يعيد للأذهان السؤال الكبير: هل كان قرار الاستغناء عنهم في الأصل قرارًا خاطئًا من الناحية الفنية؟
الواقع على أرض الملعب يشي بذلك، فالمريخ أصبح فريقًا بلا هوية واضحة، ولا تماسك فني، وظهر ضعف العمق الدفاعي بشكل صارخ.

وإذا ما أضفنا إلى ذلك أن الفريق لم ينجح في تعويض هذه الأسماء بلاعبين في ذات المستوى، فإن العودة الآن تبدو وكأنها اعتراف غير مباشر بأن مجلس الإدارة أخطأ في التقدير الفني عند الاستغناء عن الرباعي.

هروب للأمام وامتصاص الغضب

في توقيت بالغ الحساسية، تأتي المبادرة وكأنها محاولة لـ”رمي طوق نجاة” لامتصاص غضب الشارع المريخي والإعلام بعد الهزيمة الثقيلة أمام الهلال، والتخبط في ملف كأس السودان.

ويُطرح هنا سؤال جوهري: هل المبادرة مجرد مسكن مؤقت لاحتواء الأزمة، خاصة وأن الغضب الجماهيري بلغ ذروته مطالبًا بمحاسبة المسؤولين عن التدهور واستقالة المجلس؟

العجز المالي

قبول مجلس الإدارة بأن يتحمل الرئيس السابق تكاليف إعادة تسجيل اللاعبين يُفسر بشكل مباشر على أنه اعتراف بالعجز المالي داخل المجلس الحالي، وعدم قدرته على إدارة ملف التسجيلات، ما قد يُعد بمثابة ضربة موجعة لصورة الإدارة أمام الرأي العام.

انحناء مؤقت للعاصفة

في المجمل، قد يرى البعض أن خطوة إعادة الرباعي ما هي إلا انحناء مؤقت للعاصفة الإعلامية والجماهيرية، وربما محاولة لشراء الوقت إلى حين هدوء الأوضاع.

لكن هذه الاستراتيجية، وإن نجحت جزئيًا، لن تنجح على المدى الطويل إن لم تُعقبها خطوات حقيقية لإصلاح الوضع الإداري والفني، وتحديد المسؤوليات بوضوح، وإعادة بناء الفريق بشكل مدروس وممنهج.

ويبقى السؤال الأهم: هل هي بداية تصحيح حقيقي للمسار، أم مجرد مسرحية تكتيكية لتهدئة الشارع المريخي مؤقتًا؟