وسط الرياح

سوداكال من مَن تنتزع؟ والمجلس قد غادر!

عدد الزيارات: 21٬003

474

أبوبكر الطيب

عجيب أمر آدم سوداكال… لا يتحدث كمن يقرأ الواقع، بل كمن يعيش في كوكبٍ آخر!
يعود إلينا بعد غيابٍ طويل، كعادته، مشحونًا بالوعيد، متسلّحًا بشعارات “الحقوق” و”الانتزاع”، وكأنّ المريخ قد اختُطف منه بالأمس القريب، متناسيًا ـ أو متغافلًا عن عمد ـ أن المجلس الذي يتحدث عنه قد أعلن استقالته رسميًا وغادر موقع المسؤولية بكل ما فيه من إخفاقات وخيبات.
فمن مَن تنتزع إذن يا سوداكال؟
من أي مجلس؟
وأنت تعلم أن رئاسة النادي قد شغرت، وأن أغلب أعضاء المجلس المزعوم قد غادروا.
أهو انتزاع من الفراغ؟
أم جعجعة إعلامية بلا طحين؟
أم أنها محاولة جديدة لإحياء “الشرعية الشكلية” المزعومة من قبلكم دون أي استعداد لتحمّل أعباء الفعل الإداري الحقيقي؟
كان الأجدر بك ـ قبل أن ترفع عقيرتك بالتهديد ـ أن تبدأ بمراجعة تجربتك. تلك التجربة التي ارتبطت بالفشل، والإقصاء، والصراع المستمر مع الجمعيات العمومية، والتشبث الشكلي بالكراسي، حتى أصبح المريخ رهينة للمنازعات القانونية والبلاغات المتبادلة بدلًا من أن يكون ساحةً للرياضة والبناء.
أين كنت حين انهارت البنية التنظيمية؟
أين كنت حين غرق النادي في البلاغات والشكاوى والديون؟
وحين تأتي فترات التسجيل وتلُذ بالصمت؟
وحين انقسم الصف الأحمر إلى شظايا؟
أين كنت حين ضاعت هيبة المريخ داخل وخارج الملعب؟
كنت حاضرًا في البيانات… وغائبًا في الميدان!
كنت تتحدث عن الشرعية، بينما يُقصى أهل النادي ويُستبدلون، ويتحول المريخ إلى منصة للقرارات الأحادية والرهانات الخاسرة.
واليوم، وبعد أن سقط المجلس الذي تدّعي بطلانه وعدم شرعيته، تعود لتتحدث عن انتزاع نادٍ بلا قيادة؟
وكأنك وحدك تملك مفاتيح المريخ، وحق الحديث باسمه في كل أزمة أو فراغ!
يا سوداكال، إن المريخ لا يحتاج الآن إلى انتزاعٍ ولا انتقام، بل إلى مصالحة حقيقية مع تاريخه، ورؤية جديدة لمستقبله، تُبنى على المؤسسية لا على العنترية، وعلى المكاشفة لا المزايدة.
المريخ الآن في مفترق طرق، وإعادة تدوير الفشل لن تُسهم إلا في تعميق الأزمة وإطالة عمر التيه.
وإن أي محاولة لركوب موجة الفراغ الإداري دون تحمّل مسؤولية الماضي، هي محض هروب للأمام، واستثمار رخيص في لحظة ارتباك تاريخية.

وأهلك العرب قالوا:
“من لم يُصلح في زمن القوة، فلا يُزايد في زمن السقوط.”

والله المستعان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..