في العجلة الندامة
بابكر سلك
لسه المريخ يبحث عن مخرج من البئر التي وجد نفسه في قاعها نتيجة سوء الحال الذي أورثناه مجتمع المريخ بسبب التحزب والتعصب وتنصيب الرجال كآلهة نتبعها وننسي الكيان.
ذلك الوضع أفرز (كرتجية) يقتاتون من فشل الزعيم.
لا يعرفون الصيد إلا في المياه العكرة.
لذا طفقوا يعكرون الماء ويستبدلون صفاءه كدرا وطينا.
يستغلون عجلة الناس المحبة لتغيير الحال إلى الأفضل.
ويهللون للحلول المتعجلة.
لا حباً في حل الإشكاليات.
ولكن إصراراً على وضع معيب ينتج عن الحلول المتعجلة.
فيجلبوا أدوات صيدهم ويصطادون من جديد في ماء عكروه بالعجلة في الحلول.
والآن،
والناس تبحث عن حلول وفاقية تستند على أرضية قانونية.
نناشد مولانا أزهري ولجنته عدم الاستعجال لإصدار القرار.
بل نناشدهم الاستعانة بالمبادرات الوفاقية العقلانية المطروحة.
نناشدهم التروي والاستماع لكل الأطراف ومحاورتهم واعتبار أنفسهم (ناس الحوكمة) جزءاً من مبادرات الحل الجذري الذي يغلق باب الخلاف من جديد ويثير المشاكل التي تؤدي لعدم الاستقرار الذي جرعنا ويلات الفشل الذي نعانيه.
أي حل مؤقت مهما كان ناجحاً فهو لا يخلو من فشل.
وأي حل يعتمد على القانون دون التوافق عليه يؤدي إلى استمرار التنازع.
وأي حل يعتمد على وفاق بدون أرضية قانونية يستمد منها شرعيته وقوته وحجيته يُعتبر أيضاً حلاً في حقيقته يحمل بين طياته إشكاليات جديدة.
لابد للحل أن يكون وفاقياً وفقاً لقانون يسنده.
والصلح سيد الأحكام.
ودائماً يتمتع الصلح بحسن النوايا التي يسندها قانون.
لذا،
ولكل ذلك،
أناشد لجنة مولانا أزهري التروي وعدم الاستعجال.
وأناشد أطراف النزاع التحلي بحسن النية وابدائها بالتعهد بتقديم التنازلات اللازمة كي يسير الوفاق بيسر ويعود المريخ كما نريد.
وأناشد جميع المريخاب الإسهام بالرأي الذي يقود لوفاق قانوني يخرجنا من أزماتنا أولها أزمة الشرعية.
لا داعي للحديث عن الماضي إلا بالقدر الذي يسهم في الحلول.
ما عدا ذلك نتركه.
لأن معظمه كان معيبا وكان نتاج سواقة خلا ومصالح أخرى غير صالح الكيان.
نحن في المريخ إخوة.
مهما أخطأنا في حق بعضنا.
أو في حق مريخنا.
فإننا نعتذر.
ونقبل عذر من أخطأ في حقنا.
وكل ذلك لأجل أن يعود المريخ أقوى.
أزهري أخوي،
ما تستعجل.
فشمس الوفاق قد بدأت تشرق على الأفق مجدداً.
أيها الناس،
إن تنصروا الله ينصركم.
أها،
نجي لي شمارات والي الخرتوم.
تعرف يا والينا،
مهما طال الحال الفينا،
حانرجع ونعمر ونبني بأيدينا.
وطننا نحبو وبملي عيننا.
سلك كهربا
ننساك كيف والكلب قال مافي وطن حباهو مواطن ضاع.
والي لقاء.

