صوت الحق لا صوت المجاملة
صوت الحق لا صوت المجاملة
أبو بكر الطيب
يا عشّاق العدالة والرياضة النظيفة، قرأنا مؤخرًا مقالًا نُشر تحت عنوان “آراء صريحة”، فإذا به — ويا للمفارقة — لا يُجاهر بالحق، بل يختبئ خلف التهذيب الزائد.
بدأ الكاتب بالمديح، وانتهى بالدعاء، وفي كل هذا، لم يقترب من أصل الأزمة، بل دار حولها كما يدور السائر في ضبابٍ كثيف يخشى الاصطدام بجدار الحقيقة.
جوهر الأزمة… لا قشورها
أيها الرياضيون
القضية لا تتعلق بتعقيدات المواصلات، ولا بالتسجيلات، ولا بالإعلام، وإنما تتعلق بأصلٍ لا يجوز تجاهله:
شرعية الكيان الذي يدير المشهد وتفاصيله.
كيف نتحدث عن “تجويد الأداء” في لجنة تم تشكيلها دون غطاء قانوني؟
كيف نناقش التفاصيل بينما قرار المحكمة العليا يقف شامخًا، يقول بوضوح إن هذا التعيين باطل ولا أساس له من الصحة؟
أليس هذا هو المعيار الأول في أي نظام محترم: أن نلتزم بحكم القضاء، لا أن نلتف حوله بحجج العمل والنية الحسنة والتبريرات التي لا يرجى منها؟
كفاءة غائبة… لكنها مغطّاة بالبريق والتلميع الجيد
لقد أُسند الأمر — كما تقول القرائن — إلى من لهم رصيد في الملاعب، لا في دفاتر الإدارة.
وما أكثر من يملك “ذكريات كروية”، لكنهم حين جلسوا على مقاعد المسؤولية، بدت أوراقهم بيضاء، لا كتابة فيها ولا قراءة!
نعم، لعلها الصدفة وحدها هي التي جعلت اللجنة تدار بنَفَسٍ يبدو أحيانًا غير قادر على قراءة الواقع، ولا كتابة الحلول.
ولعلها المصادفة أيضًا التي جعلت بعض الاجتماعات تُدار بـ”الذاكرة الشفوية”، لا بالمستندات الرسمية.
لكننا لا نُعلّق، فقط نُشير… ومن فهم فليُكمل. والما بعرف التلاميح لا بريح ولا بستريح
حين يصمت العقلاء… تصرخ الفوضى
ما يحدث اليوم ليس مجرد تجاوز قانوني، بل استخفاف بالعقول.
وصمت الكثيرين، إما خوفًا أو مجاملةً أو انتظارًا، هو ما يُغري الباطل بالمضي قدمًا.
نقولها دون مواربة:
لا أمل في إصلاح حقيقي تقوده لجنة مرفوضة من القضاء، وتفتقد في أدائها لأبسط معايير الحوكمة والنزاهة والكفاءة.
ونحن نعلم… فلا تخدعكم السكينة
ولمن يظن أن المشهد خالٍ من الرقابة، وأن الأيادي العابثة تُحرك الخيوط كما تشاء… نقول:
نحن نعلم.
نعلم الأسماء، والمواقع، والنوايا، والخطط المُبيّتة.
ونعرف من يظن أنه يمسك بالحبال كلها، ولا يدري أن بعضها قد التفّ حول عنقه.
الأيام المقبلة لن تترك مجالًا للعبث…
وسيأتي وقت تتوقف فيه هذه “اللجنة”، وتُفتح الدفاتر، ويُقال لمن لا يُجيد القراءة: كفى!
وقبل الختام…:-
وأهلكم العرب قالوا:
“من استرعى الذئب، فقد ظلم الغنم.”
وقالوا أيضًا:
“لا تبتئس إذا كنت وحدك على حق، فالحق لا يُقاس بالكثرة، بل بالثبات.”
والله المستعان



