وفاق بلا نفاق!!
محمد الطيب كبور
المريخ يسع الجميع، نقطة بداية لهذا المقال، حيث لا إقصاء لأحد، ولابد من احترام الآخر، على أن يحترم الآخر. هذا الاحترام يعني عدم العمل بوجهين. ما وصلت إليه أزمة المريخ من تعقيد تدور حول تعنت البعض دون وجه حق، وفي مقدمة هؤلاء رئيس نادي المريخ الأسبق، سوداكال، الذي ما زال هو ومناصروه يتحدثون عن شرعية غير موجودة على أرض الواقع.
مفهوم “المريخ يسع الجميع” هو الأرضية التي ينبغي أن تنطلق منها أي مبادرة للوفاق، لكي تجد الترحيب. ومن يريد أن يمد يده للوفاق، عليه أن يمدها بلا نفاق، ليتم اتفاق يُعبّر بالمريخ نحو لمّ شمل حقيقي لجميع أبنائه.
أزمة المريخ أضرت بالنادي كثيرًا، وجعلته متراجعًا بصورة كبيرة، إلى درجة أنه فقد الكثير من مكانته الريادية، وأصبح محل أطماع.
ولكي يتحقق وفاق حقيقي، لابد من التجرد من كل شيء لأجل المريخ، وتغليب مصلحته على أي مصلحة أخرى، ووضع الأخلاق أساسًا لهذا الوفاق حتى يرى النور.
موقف مجموعة الرئيس الأسبق، سوداكال، وترحيبهم بالوفاق ليس كاملًا، فهم لا يزالون يمارسون ذات النهج القديم، عبر الزج بعبارات غير صحيحة، وينشرون بيانات بعنوان “نادي المريخ”، متضمنة عبارات مثل “الرئيس الشرعي والمنتخب في جمعية الاستاد 2021”. هذه البيانات مختومة بتوقيع يحمل صفة “الرئيس الشرعي لنادي المريخ” آدم عبدالله سوداكال، وهنا تكمن أساس المشكلة التي لن تقود لوفاق أبدًا.
نحن شهود على العصر، ونجزم بعدم شرعية سوداكال ومجلسه، وجمعية الاستاد غير شرعية مهما حاولوا ترويجها. قانونًا، إذا كانت لديهم قرارات صادرة بتمكينهم، لما ظلوا يصدرون هذه البيانات طيلة 4 أعوام حتى الآن. قانونيو المريخ موجودون، وهم الأولى بالحديث بالصفة القانونية.
ما يعنينا هو ما رأيناه، وما تابعناه في تلك اللحظات التي استنشقنا فيها البمبان الذي طُلب لتفريغ جماهير المريخ، وكنا ضمن الحشد الكبير الرافض لاختطاف النادي.
لكي يرى الوفاق النور ويفيد المريخ، على سوداكال وجماعته، إذا أرادوا التفاعل مع الراهن المريخي، أن يمدوا أيديهم من أجل المريخ، لا من أجل الاصطياد في أمواج متلاطمة لتحقيق مصالح خاصة عجزوا عن تحقيقها بالقانون، واكتفوا بإصدار البيانات المتكررة بعبارات محفوظة.
لا إقصاء لأحد، والمريخ ملك لجميع أبنائه. فقط، كيف تصفو النوايا ليتم الاتفاق، وينجح الوفاق، وينعم المارد الأحمر بالاستقرار.
ويبدأ في استعادة أراضيه المفقودة، خصوصًا مع عودة الحياة للوطن، حيث الحاجة الآن فقط للعمل بإخلاص، من أجل المريخ، الذي يحتاج إلى عمل كبير في كل الملفات: فريق الكرة، القلعة الحمراء، الاستثمار، وغيرها من الملفات التي تتطلب العمل الجاد لخدمة زعيم وكبير الأندية السودانية.
نسأل الله أن ينعم بالشفاء التام للأخ حازم مصطفى، رئيس نادي المريخ الأسبق، الذي يرقد حاليًا مستشفًى في دبي من وعكة صحية ألمّت به. نسأل الله أن يعجل بشفائه، ويثيبه الأجر على صبره على الآلام.
مجرد سؤال:
هل يمكن أن ينجح وفاق من غير رغبة صادقة؟


