بابكر سلك
داحس الخلاف وغبراء الاختلاف لا بد أن تجمع بينهما عقلانية.
حتى ينقضي أمر الحرب.
فداحس والغبراء لم يحل إشكاليتهن السيف، ولا ركوب الرأس.
ولا توجد حرب في العالم حسمتها سيوف، ولو علا صليلها.
بالتأكيد، يعود الناس لما ميّزهم به الخالق عن سائر مخلوقاته:
يعودون للعقل.
للحل بعقلانية.
والعقلانية لا تعرف التعصب، ولا تعترف بالتحزب.
وها نحن في المريخ، داحسنا تقاتل غبراءنا أربع سنين لم يعشهن الحب.
داحس مسار الاستاد، وغبراء مسار الموردة.
وتحالفات من هنا وهناك.
بعضها داحسي الهوى، وبعضها الآخر أغبر العشق.
أربع سنين نسينا فيهن التتويج،
بل مجرد العرض الجميل،
بل لا أُبالغ لو قلت: فقدنا خلالهن حتى محبة بعضنا البعض.
وكانت النتيجة أربعة صفر والشمس بره.
ولأن أي داحس وغبراء لا بد أن تجمعهن عقلانية،
تفتقت العقول بعد أن انطرت القلوب وسالت دماؤها خلافاً وركوب رأس.
وزي ما قال الحبيب كابو:
“إيقاد الشموع خيرٌ من لعن الظلام.”
وها هي الحياة تدب فينا من جديد.
نداء العقل يوقد شمعة الأمل خلال ظلام الهم والاحتراب.
ها هي العقول تتداعى وتناشد داحس والغبراء أن تعالن لكلمة سواء.
وها هي المبادرات تشرق بمجتمع المريخ، تسعى بكل شفافية للمّ الشمل، وتقريب وجهات النظر، وتوحيد القلوب تجاه محبوب مشترك.
نعم،
إنه وضعٌ صحي رسالي،
ولو أنه سيجد الرفض التام من الذين أدمنوا ركوب الرأس،
وستُشخصن الأمور،
وتبدأ حرب حرق الشخصيات المنظمة والممنهجة.
ولكن بما أن عمل المبادرات هو عمل رسالي،
يبقى الترفع عن الصغائر، وسعة الصدر، والتمسك بالهدف المنشود يجب أن يكون ديدن المرحلة.
فلا يوجد رسول في سبيل رسالته لم يتحمل أذى.
أيها الناس
لجان المبادرات ليست لجانًا تقوم بالتحكيم بين الأطراف المتصارعة لتصدر قرارًا مُلزمًا للجميع وواجب التنفيذ عبر القنوات المختصة.
لكن عمل لجان الوفاق يقوم على الحيادية، وتقريب وجهات النظر، وتثبيت ما يقر به الأطراف، ثم حل إشكاليات الخلاف بتقريب وجهات النظر، والحث على تقديم بعض التنازلات من الأطراف، ثم بعد ذلك تصدر بياناً تُلخّص فيه ما وصلت له، وتُملكه للقواعد بتفاصيله، إن أعجب الناس اتبعوه، وإن لم يعجبهم فلا إلزام عليهم بفرضه.
أسّي شغل زي ده بضر النادي في شنو؟؟؟؟؟
هنيئاً لمجتمع يعج بعقلائه وحكمائه.
شكراً لكل من حمل الهم، وتحمل الأذى، وآمن برسالته ونشرها.
ونسأل الله أن تتوصل تلك المبادرات للتوافق حول وضعٍ أفضل يخلق للمريخ استقراراً منشوداً.
يبقى المريخ عندو نظام أساسي واحد وواضح.
وجمعية عمومية واااحدة، ومنقّحة، وخاتيها العيب.
ومجلس إدارة واااحد، وشرعي، وقانوني بموجب قانون توافق عليه الجميع.
وبعدها، لو ما اتلاقينا في المطار قابلوني.
كنا بنعرف ريحة المطار لما مشينا المطار.
وفي ألفين وخمستاشر شمّينا ريحة المطار.
والآن، بسبب داحس الخلاف وغبراء ركوب الرأس،
بقت ريحتنا مرات غبار غبار،
ومرات شمار.
لأنو المشي بين الناس بما يفرّق بينهم، أضحى هو السائد في مجتمع سواقين الخلا، الفيهو راميين سنّاراتهم في برك الخلاف لينالوا صيداً ثميناً وسميناً.
المهم…
منتخبنا أمس أنجز،
تعادل بتمرينين،
الإعداد كلو تمرينين بس.
التعادل لم يكن بسبب عبد الرازق،
برغم إنو كان السبب المباشر،
لأنه لم يُطوّر عيباً خاصاً به، وهو ضعف القدم اليسرى في التعامل مع الكرة.
ولكن التعادل كان بسبب انهيار اللياقة البدنية،
الإجبرتنا على الخندقة تسعين دقيقة،
وهي بدورها شكّلت ضغطاً علينا،
بدوره أخرج العيوب الجماعية والفردية.
لذلك لن نحمل على لاعبي المنتخب، ولا على جهازهم الفني.
وأمامنا خندقتين أمام نيجيريا والسنغال.
إن أحسنا الخندقة، نخرج بشباك نظيفة،
ولو خطفنا هدف من كورة مرتدة،
نكون أدينا أداءً زي ما قال كتاب الكورة.
اللهم هيئ لنا أسباب الفرح،
فلقد سادت أتراحنا، وتضخمت أفراحنا،
وبكينا كي لا ننسى الضحك.
نضحك برا سبب.
أيها الناس،
إن تنصروا الله ينصركم.
أها… نجي لي شمارات والي الخرطوم:
“كان شفت يا والينا،
كل الأمل الفينا،
بنحتفظ بيهو برغم الحال العلينا،
ونظل نردد: موش حنموت، الله يخلينا.”
سلك كهربا
ننساك كيف؟
والكلب قال:
“ماهو يا تستعملوا عقولكم،
يا تملصوا هدومكم وتعملوا ليكم ضنب وتجروا معانا.”
وإلى لقاء.
سلك

