أزمات المريخ والتصنيف!!
محمد الطيب كبّور
علاج أي مشكلة يبدأ بمواجهتها لا بالتستر على أسبابها، ومن ثم البحث عن شماعة لتعليق الفشل عليها كما يفعل البعض. والمريخ عانى كثيرًا من عدم الاستقرار، وانعكس ذلك على فريق الكرة الذي فقد الكثير من شخصيته وأصبح بعيدًا تمامًا عن مستواه التاريخي،
علّق البعض على قرعة دوري أبطال أفريقيا التي أُجريت بالأمس على طريقة المؤامرة، دون النظر للكيفية التي ينتهجها الاتحاد الأفريقي لإجراء القرعة، والتي تستند على تصنيف الأندية المشاركة حسب عدد النقاط التي حصدها كل نادٍ، وبالتالي فإن الأهلي وصن داونز الجنوب أفريقي هما فقط الناديان اللذان تم إعفاؤهما من الدور التمهيدي الأول،
حتى بيراميدز المصري بطل النسخة الأخيرة سيشارك من الدور التمهيدي، لأنه حديث عهد بالبطولة الأفريقية، وبالتالي عدد نقاطه هو الذي وضعه في الدور التمهيدي، والأندية أصحاب النقاط الأعلى وضعت في مسار أسهل تدريجيًا من الأندية التي تليها في عدد النقاط، والمريخ عدد نقاطه وضعه في مسار صعب للغاية يمر أولًا بوصيف الدوري الكونغولي، وفي حالة تخطيه سيقابل أورلاندو الجنوب أفريقي،
لهذا، لابد من العمل على تحسين حصيلة المريخ في التصنيف بحصد المزيد من النقاط حتى يتجاوز مطبات المسارات الصعبة، وكلما كان الطريق أيسر كان الصعود أسرع نحو أعلى قائمة التصنيف، وهذا ما يحتاجه الزعيم الآن، ولتحقيق هذا الأمر يجب دعم استقرار النادي بالتفاف جميع أبنائه حوله ونبذ الخلافات التي أضرّت بالمريخ كثيرًا،
أما مسألة دس رؤوسنا في الرمال وبث مخدر استهداف المريخ من قبل الاتحاد الأفريقي باختيار مسار صعب، أو الحديث عن الحظ وأن الند محظوظ والمريخ منحوس، فهذه مقولة للهروب من الواقع الذي لن يغير شيئًا، وعلى العكس تمامًا ستجعلنا نعيش في دوامة الوهم والفشل، ولن ينصلح الحال أبدًا،
لهذا علينا أن نواجه الحقيقة دون مواربة، ونعمل على تهيئة الأجواء لفريقنا ليبدأ رحلة عملية لتحسين مركزه في روليت التصنيف الأفريقي، أما البحث عن شماعات بافتراضات غير موجودة فإنها تضر المريخ أكثر مما تفيده، وآلة الحساب تعمل بكل طاقتها وغيرنا يحصد المزيد من النقاط بينما نحن نعيش في حالة جدال لإرضاء أنفسنا بنظرية الاستهداف،
مجرد سؤال: لماذا نهرب من الحقيقة؟
