صقور الجديان
أبو بكر الطيب
في يوم خالد من تاريخ البطولات الكروية، سطّر “صقور الجديان” ملحمة تاريخية بحروف من ذهب، وأهدوا السودان والعالم درسًا في الإصرار والعزيمة. لقد أثبتوا أن المستحيل كلمة لا مكان لها في قاموسهم.
الرباعية الناصعة في شباك نيجيريا كانت بمثابة فخر كُتب بأقدام اللاعبين، وسُجّل في ذاكرة الأمة بحروف من نور.
مباراة بملامح المجد والعزة
لقد كانت مباراة بملامح المجد، حيث اصطدمت عزيمة صقور الجديان بإرث وتاريخ المنتخب النيجيري العريق. فهو خصم غير عادي؛ لأنه يحمل ثقلًا كرويًا وسمعة كبيرة، لكن أمام الروح القتالية للمنتخب السوداني، ذاب ذلك الثقل، وتحول إلى مجرد رقم في قائمة الضحايا. لقد لعبوا وكأنهم لا يعترفون بالتصنيفات أو التوقعات، بل يؤمنون إيمانًا قاطعًا بحقيقة واحدة: أن الفوز حق مشروع لمن يستحقه.
فرحة وطنية عابرة للحدود
في كل مكان، في الشوارع، في المقاهي، في الأحياء، وحتى في القلوب التي تبعد آلاف الكيلومترات عن الوطن، دوّى صدى الانتصار. لقد كان يومًا دخل فيه السودان إلى قلوب الملايين كرمزٍ لعزيمة لا تلين، ولأمل ينهض مهما كانت الصعوبات. هذه الفرحة العظيمة كانت بمثابة رسالة بأن الأمل حاضر في أصعب الظروف.
اليوم هو بداية جديدة وميلاد عهد من الثقة. وإذا كانت هذه الرباعية قد هزّت نيجيريا، فإن القادم قد يهز القارة بأكملها. لقد أثبت صقور الجديان أنهم رسل الفرح في أحلك الأوقات والظروف، وأنهم حملة لواء الكبرياء والعزة السودانية.
واهلك العرب قالوا:
إذا كانت النفوس كبارًا، تعبت في مرادها الأجسام
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
واليوم، أثبتم أن أرواحكم أوسع من حدود الملاعب، وأن عزيمتكم لا تعرف المستحيل.
ألف مبروك يا صقور الجديان، والسماء بلا حدود لتسعدكم.
