وسط الرياح

نهاية الصراعات وبداية جديدة

عدد الزيارات: 21٬007

474

أبو بكر الطيب

يُقال إن الأزمات تولِّد الفرص، والمعاناة تُولد الإبداع وهذا القول ينطبق اليوم على نادي المريخ ورئيسه السيد آدم سوداكال. فبينما كانت الساحة المريخية تموج بالخلافات والنزاعات التي أنهكت الكيان وأهدرت طاقاته، جاء الخبر المتداول عن قرب امتلاك السيد سوداكال لنادٍ أوروبي عريق، كإشارة تحمل في طياتها بداية جديدة، قد تنهي سنوات طويلة من الصراعات والأزمات الداخلية.

إن صح هذا الخبر وليته يصح، فإنه يُعد صفقة تجارية وخطوة استثمارية، ومؤشرًا على تحول نوعي في مسار الرجل وعلاقته بناديه الأم. فالانتقال من حلبة الصراع المحلي الضيقة إلى آفاق العالمية الرحبة، بامتلاك نادٍ أوروبي، شهادة على طموح إداري لا يعرف الحدود، ورغبة في إثبات الذات على مستوى يتجاوز حدود الوطن.

بين الإنجاز الشخصي والفخر الجماعي

هذا التطور يمثل انتصارًا شخصيًا ومهمًا للسيد سوداكال، وفخرًا للمريخ وجماهيره. ففي الوقت الذي اعتادت فيه الصحف أن تنقل أخبار النزاعات والانقسامات، ها هي تجد أمامها الآن إنجازًا يُعيد توجيه البوصلة نحو ما هو أهم: إبراز صورة مشرّفة للنادي عبر أحد أبنائه الذين يسجلون حضورًا في قلب أوروبا الرياضي.

وليس من المبالغة أن نقول إن هذا التحول سيُسهم – إن استُثمر جيدًا – في تهدئة عاصفة الخلافات وفتح صفحة جديدة. فالرجل الذي يملك نادياً خارجياً لن يكون بحاجة إلى إثبات ذاته في الداخل عبر صراعات مرهقة، وإنما سيتجه إلى دعم المريخ من موقع الحليف لا الخصيم، والراعي لا المنافس، والداعم لا المناهض.

فرصة لتوحيد الصف

هذه اللحظة التاريخية فرصة ذهبية لتوحيد الصف المريخي. فمن الحكمة أن تتحول الخصومات إلى تعاون، وأن تُترجم الإنجازات الفردية إلى مكاسب جماعية. فمن يدري؟ قد نرى قريبًا شراكات بين المريخ والنادي الأوروبي المملوك لرئيسه، سواء عبر صفقات تبادلية للاعبين أو معسكرات تدريبية، أو حتى برامج تطوير إداري تسهم في نهضة النادي.

إنها فرصة لكي نغلق أبواب الماضي، وننطلق نحو المستقبل بشعارٍ واحد: المريخ أولاً. فنجاح أي فرد من أبناء المريخ هو نجاح للكيان كله، والتاريخ لا يذكر الصراعات الصغيرة، ولكنه يخلّد لحظات الإنجاز الكبرى.

من روح الخلاف إلى ثقافة الإنجاز

لقد آن الأوان أن ندرك أن الفخر الحقيقي لا يكمن فقط في امتلاك نادٍ أوروبي، وإنما في القدرة على تحويل الأزمات إلى فرص، والخلافات إلى إنجازات. فما أجمل أن يتحول الصراع إلى تعاون، وأن تتبدل مرارة الخلاف بحلاوة الإنجاز.

إن تحقق هذا الحدث، سيُسجل في تاريخ المريخ كبداية عهد جديد، عهد يَعِد بالهدوء والاستقرار، ويُمهِّد لانطلاقة واعدة في المحافل المحلية والدولية على حد سواء.

قبل الختام

إن الفرصة مواتية اليوم أكثر من أي وقت مضى. فإذا وحّدنا صفوفنا، ووقفنا خلف كياننا، فإن المريخ سيخرج من دائرة الصراعات الضيقة إلى فضاء الإنجازات الرحب. وسيكون ذلك بداية عهد جديد، يليق بتاريخ النادي العريق وطموحات جماهيره. ومن أحسن استثمار الفرص، فتح لنفسه ولمن معه أبواب المجد.

واهلك العرب قالوا:
من رام وصل الشمس حاك خيوطها
سـبـباً إلــى آمـالـه وتـعلقا

من يطمح إلى تحقيق أهداف عالية، فإنه يبحث عن كل وسيلة ممكنة للوصول إليها.

والله المستعان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..