وسط الرياح

التسيير في المريخ: بين الواقع والمأمول

عدد الزيارات: 21٬007

474أبو بكر الطيب

يجد نادي المريخ العظيم نفسه اليوم على مفترق طرق حاسم، بعد تلك الظروف القاسية التي مرّ بها النادي وما كان يُعرف بمجلس النمير. لقد عاش أنصار المريخ فترة عصيبة من المعاناة والتشتت وضغط الأزمات، وضاعف ذلك من قلقهم على مستقبل زعيم الكرة السودانية.
ومع استقالة المجلس السابق وإعلان لجنة تسيير جديدة، تنفّست الجماهير الصعداء، وامتلأت قلوبها بالأمل والعشم في أن تكون هذه اللجنة بداية لفصل جديد من النور والإنجاز. ولعل القبول الذي حظيت به شخصياتها من غالبية الصفوة يُعدّ نقطة انطلاق يجب أن تُستثمر بعناية وحكمة.

أولًا:
تأتي فترة التسجيلات الحالية كأول امتحان حقيقي للجنة التسيير. فما يُتداول في وسائل التواصل الاجتماعي من أنباء عن ضم هذا اللاعب أو ذاك لا يجب أن يتم بهذه الطريقة، وخاصة وأن للمجلس متحدثاً رسميًا باسمه. المطلوب هنا هو الالتزام بما تم إعلانه: أن تُدار كل التصريحات عبر القنوات الرسمية والمتحدث الرسمي فقط، حتى لا تُفقد الجماهير ثقتها من جديد.

ثانيًا:
قضية جريدة المريخ
لا يقلّ شأن إعادة إصدار جريدة المريخ أهميةً عن تكوين اللجنة القانونية أو تثبيت الاستقرار الإداري. فهي صوت النادي ولسان حاله، ووسيلة لتوحيد الصفوف وإيصال الكلمة الصادقة للجماهير. ومن الأهمية بمكان أن يقع الاختيار على ذوي الخبرات والتجارب الناجحة، ممن يملكون القدرة الفكرية والمهنية لإدارة الجريدة بحرفية، بعيدًا عن المجاملات و”زولي وزولك”.

ثالثًا:
وحدة البيت المريخي
المريخ اليوم أحوج ما يكون إلى لمّ الشمل وتجاوز الصراعات. لا بد أن تكون اللجنة جسراً بين كل المكونات: اللاعبين، الجهاز الفني، الجماهير، والرموز. فقيمة المريخ ومكانته لا تعلو إلا بتكاتف أبنائه.

المأمول:
المأمول من لجنة التسيير هو أن تُترجم هذا القبول الجماهيري إلى إنجازات ملموسة:

  • شفافية مالية تُعيد الثقة وتشجع على الدعم.

  • استقرار فني يهيئ الفريق للتنافس محليًا وقاريًا.

  • وجريدة مهنية صادقة تكون لسان حال المريخ.

  • ووحدة داخلية تُغلق باب الانقسامات.

إنها فرصة تاريخية قد لا تتكرر قريبًا. فالمريخ لا يقهر، وكل محنة مرّ بها لم تكن سوى تمهيد لنهضة جديدة. والمطلوب اليوم هو أن تتحول الآمال إلى عمل دؤوب، والقبول إلى إنجازات، حتى تعود البسمة إلى شفاه الصفوة ويستعيد المريخ مكانته كقائدٍ للكرة السودانية وأيقونةٍ في قلوب عشاقه.

وأهلك العرب قالوا:
“لا تفقد الأمل في شيء طالما أنّك لا زلت تملك مزيداً من القوة للوصول إليه، نعم الانتظار مؤلم؛ ولكن تأكّد بأنّ الندم أكثر ألماً.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..