وسط الرياح

معمل الإطارات.. إنجازات تنفجر قبل أن تدور العجلة

عدد الزيارات: 21٬009

474

أبو بكر الطيب

يحكى أن خروتشوف روى لستالين قصة عن معمل لإنتاج الإطارات، المعمل ملأ الدنيا ضجيجًا بالإنجاز، حتى اكتُشف أن الإطارات الجديدة تنفجر بعد مسافة قصيرة. ورغم ذلك، مُنح المهندس المسؤول وسام البطولة! لم يكن الرجل سارقًا، لكنه كان غارقًا في الجهل وقصر النظر، فحوّل الفشل إلى إنجاز زائف.

اليوم، عندما نُطالع حال اتحاد الخرطوم، نجد أن القصة تُعاد ولكن على خشبة مسرح جديد: اتحاد الخرطوم صار هو “المعمل”، والأزمات المتكررة هي “الإطارات المنفجرة”.

والمسؤولون الذين يُقدَّمون كأبطال ما هم إلا نُسخًا من ذلك المهندس؛ يسعون وراء الكاميرات والشو الإعلامي، بينما قراراتهم على الأرض لا تصمد أكثر من بضع خطوات.

لكن، خلونا نسأل بصوت عالٍ:

  1. يا ترى لجنة التطبيع مقتنعة حقًا بأن إجراءات التسجيلات التي تقوم بها “سليمة مية المية”؟ هل عندها الضمانات القانونية التي تحمي حقوق الأندية التي استجابت؟ ولا المسألة كلها “نجر ساي” وأول طعن قانوني حيخلّي القصة كلها تتبخر زي فقاعة صابون؟

  2. والانقلاب الداخلي داخل لجنة التطبيع وسحب صلاحيات نائب الرئيس وتركه مجرد كرسي ديكور دايت خالي من الدسم، هل هو دليل إصلاح وثقة؟ ولا نذير شؤم يُنذر بكوارث ستنفجر في أقرب وقت زي الإطارات المغشوشة في أول مشوار؟

المشهد كله يُظهر أن الاتحاد يعيش حالة مرضية مزمنة: قرارات تُبنى على وهم، سباق محموم نحو الشهرة بلا مقومات، وصراع ذاتي يُقدَّم على مصلحة الرياضة والعدالة. أما القيم الرياضية والشفافية، فقد صارت مثل اللافتات الباهتة: تُعلَّق للزينة، بينما الحقيقة على الأرض شيء مختلف تمامًا.

القصة ما قصة وحكاية عن معمل إطارات، ولكن القصة صارت واقعًا معاشًا: إنجازات زائفة، احتفالات شكلية، وقرارات ستنفجر تباعًا كما تنفجر الإطارات الرديئة في طرقات اتحاد الخرطوم.

وأهلك العرب قالوا: إن لم تهاجم شيطانك هاجمك، وإن لم تتعبه أتعبك، وإن لم تحمله على الركوض خلفك، أركضك ذليلاً لاهثًا وراءه.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..