وسط الرياح

فرسان المريخ: عهد جديد ورؤية حقيقية

عدد الزيارات: 21٬001

474أبو بكر الطيب

شهد نادي المريخ في الأيام الماضية نقطة تحول فارقة في تاريخه، وذلك مع تولي لجنة التسيير الجديدة زمام الأمور. هذه اللجنة لا تبدو أنها جاءت كإدارة مؤقتة تسعى فقط لملء الفراغ الإداري في النادي، لأنها جاءت بفكر مختلف ورؤية استراتيجية واضحة، وبإرادة صلبة تعكس العزيمة الحقيقية لإحداث التغيير المطلوب.

لقد أثبتت التجربة أن النجاح ليس رهينًا بوفرة المال ولا بطول الوقت، وإنما هو ثمرة تخطيط سليم، وتنفيذ فعّال، وإرادة لا تعرف التراجع، وهذا ما لمسناه في خطوات لجنة التسيير التي وضعت أسسًا جديدة لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

الثقة في الأداء… والنجاح على أرض الواقع
من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة، ظهر بجلاء أن هناك نهجًا جديدًا بعيدًا عن سياسة ردود الأفعال والقرارات الارتجالية. ما لمسناه هو مشروع متكامل يهدف لإعادة المريخ إلى مكانته الطبيعية كزعيم الكرة السودانية وأحد أقطابها الأفريقية.

ففي وقت وجيز، تمكنت اللجنة من معالجة الكثير من الملفات العالقة، وقدمت حلولًا عملية انعكست نتائجها سريعًا على أرض الواقع. هذه النجاحات عززت ثقة جماهير المريخ في أن النادي يسير على الطريق الصحيح، وأن هناك عملًا مؤسسًا يستحق الدعم والمؤازرة.

ثورة المحترفين: نهاية العشوائية
أحد أبرز الإنجازات التي تُحسب للجنة هو ملف التسجيلات. فالتوجه نحو استقدام محترفين أجانب من طراز رفيع مثل لادجي، كامارا، داؤودا، بانغورا، وفاتيكون، يمثل نقلة نوعية في تاريخ المريخ.

لم يعد الاعتماد على اللاعب المحلي هو الخيار الأوحد، فقد آن الأوان لوضع حد للفوضى التي صنعتها قلة من اللاعبين المحليين، ممن تنكروا للنادي في أوقات الحوجة، أو استغلوا فرص الإعارة بطريقة غير لائقة، أو أداروا ظهرهم للفريق في لحظات حرجة.

المريخ اليوم لا مكان فيه إلا للأصلح والأقوى والأكثر التزامًا، إنها بداية عهد جديد يقطع مع الماضي المظلم من العشوائية والتخاذل.

شباب المريخ: بناء المستقبل
إلى جانب ثورة المحترفين، أولت اللجنة اهتمامًا خاصًا بالشباب الواعدين، باعتبارهم ذخيرة الحاضر وأمل المستقبل. لاعبين مثل موسى كانتي، منذر تبو، وأواب عنتر وغيرهم، يمثلون القاعدة الصلبة التي سيُبنى عليها المريخ القادم.

فالاعتماد على الشباب لا يعني المغامرة، ولكنه استثمار طويل الأمد يضمن للنادي الاستمرارية والنجاح. العقود المحكمة، والبيئة السليمة، والانتماء الصادق، هي الأساس الذي يتم به إعداد هؤلاء الفتية ليكونوا فرسان المريخ في المستقبل القريب.

لجنة تستحق الإشادة
من حق لجنة التسيير علينا أن نشيد بما أنجزته في وقت قصير، وأن نثني على الجهد الكبير الذي بذلته في سبيل إعادة الاستقرار للنادي. لقد نجحت في إعادة الثقة إلى الصّفوة، وفي دعم صفوف الفريق بتسجيلات نوعية ستحدث الفارق في المواسم المقبلة.

وهنا لا يمكن أن نغفل الدور البارز الذي لعبه الأخوان خالد عزيز ومعتصم سفاري، فقد كان لهما جهد مقدر وحضور لافت في دفع عجلة العمل إلى الأمام، وهو ما يؤكد أن النجاح الذي تحقق حتى الآن هو ثمرة تكاتف وتعاون الجميع.

هذه النجاحات حتمًا لم تأتِ من فراغ، فهي ثمرة إخلاص وتفانٍ وعمل جماعي منظم، ولذلك فإن أقل ما نقدمه لهذه اللجنة هو أن نقف خلفها، نشد من أزرها، وندعمها معنويًا، حتى تواصل ما بدأته من خطوات ثابتة نحو إعادة المريخ إلى مكانته الطبيعية.

إلى الأمام دومًا
المريخ لم ولن يعرف الاستسلام، هو نادٍ عظيم، وسيظل عظيمًا مهما حاول البعض عرقلته أو التآمر عليه. وما يحدث الآن هو بداية عهد جديد، يجب أن نتوحد جميعًا حوله، جماهير وإدارة ولاعبين، حتى يعود المريخ زعيمًا شامخًا في السودان وأفريقيا.

وأهلك العرب قالوا:

أبَا هِنْدٍ فَلا تَعْجَلْ عَلَيْنا
وأَنْظِرْنَا نُخَبِّرْكَ اليَقِينا
بِأَنَّا نُورِدُ الرَّايَاتِ بِيضاً
ونُصْدِرُهُنَّ حُمْراً قَدْ رَوِينا
وأَيَّامٍ لَنا غُرٍّ طِوالٍ
عَصَيْنا المَلْكَ فِيها أنْ نَدِينا
وسَيِّدِ مَعْشَرٍ قَدْ تَوَّجُوهُ
بِتاجِ المُلْكِ يَحْمِي المُحْجَرِينا

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..