وسط الرياح

عصا القانون المكسورة

عدد الزيارات: 21٬001

474أبو بكر الطيب

محمد حلفا، رئيس الفريق القانوني بالاتحاد السوداني لكرة القدم، خرج علينا فجأة كأنه أسد مقاتل، يزمجر ويهدد ويتوعد، رافعًا عصا “القانون” في وجه الإعلاميين لمجرد أن الحديث دار حول “مكافأة” لم تُسلَّم بعد. مشهد يثير الضحك قبل الغضب: اتحاد مترنح، ومسؤول قانوني وجد صوته أخيرًا، لكن في المكان الخطأ والزمان الخطأ والقضية الخطأ.

أين كان صوتك يا سيد حلفا؟
يا رجل، القانون الذي تتمسح به الآن، والذي كان يُنتهك أمام عينيك، لم نسمع لك صوتًا حين تحولت لجنتك القانونية إلى أداة طيّعة بيد متوكل الزنجي، يفصّل اللوائح على مقاسه كما يشاء. لم نسمع لك موقفًا حين عوقبت أندية مثل ود نوباوي وتوتي والزومة بقرارات جائرة أقرب لتصفية حسابات شخصية منها إلى أحكام القانون. واللوائح

صمتَّ في مقام الكلام ووقت الجد، واليوم تصرخ في قضية «فكة قروش»! هذا بالضبط ما يقال عنه في مثلنا السوداني:

عينك في الفيل تطعن في ضله
تركت من أساء واعتدى فعليًا، وجئت تُهوّل على الإعلاميين الذين لم يفعلوا سوى كشف الحقيقة.

الكلمة مسؤولية لا زبد فارغ
أنت رجل قانون يا حلفا، والكلام عندك لا يطلق على عواهنه ولا تهديد يُطلق في الهواء. الكلمة عندك التزام ومسؤولية. حين تغضب، يجب أن يكون غضبك من أجل الحق المعطل والباطل المفعّل، لا من أجل “هيبة” اتحاد يترنح ويعبث به رئيس لجنة قانونية مساعدة لا حول لها ولا قوة إلا في اتحاد العناكب.

أي منطق هذا الذي يجعلك “تزمجر” ضد الصحافة، بينما بلعت لسانك أمام أكبر الفضائح القانونية داخل اتحادك؟ أي قوة هذه التي لا تُمارَس إلا على الإعلام، بينما تسكت أمام رئيس لجنة مساعدة؟

اجتماع بورتسودان.. مسرحية مؤجلة
وها أنتم تستعدون لاجتماعكم التاريخي في بورتسودان هذا الأسبوع برئاسة د. معتصم. الأجندة: إجازة لوائح جديدة، استكمال تشكيل اللجان، وتوزيع الحوافز «وفق اللوائح» كما بشّرتنا أنت يا حلفا.

لوائح؟ لجان؟ حوافز؟! بالله عليك، أي لوائح تتحدث عنها وأنت ولجنتك أول من دهس القوانين بالأقدام؟ أي مصداقية تتبقى حين يخرج من انتهك القانون ليحاضرنا في “توزيع الحوافز”؟

واجبك قبل وعيدك
يا سيد حلفا، القوة لا تُمارس بالزبد ولا بالتهديد الفارغ. القوة أن تقول «لا» في وجه الباطل، وأن تحمي القانون حين يُغتال في مكتبك. أما أن تترك الانتهاكات الكبرى تمر، ثم تخرج مهددًا بسبب خبر عن مكافأة، فهذا قمة التناقض، وقمة الهزل.

الإعلام لن يرهب بصوتك العالي، والجماهير لن تنخدع ببياناتكم الجوفاء، والقانون لن يُحترم إن كان مجرد عصا تضربون بها من يكتب الحقيقة.

وأهلك العرب قالوا:

الحق يُقال في وجه السلطان الجائر، لا في وجه من يكتب الحقيقة.

غلبها راجلها جات تأدب حماتها.
حلفا
صمت عن الباطل وزمجر على الحق
والما عنده لسان فقري وغلبان

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..