وسط الرياح

مجلس غائب ومخالفات بالكوم

عدد الزيارات: 21٬005

474أبو بكر الطيب

أزمات الاتحاد السوداني لكرة القدم أخطاء وهفوات إدارية وقانونية لا يمكن تجاوزها. وما يُنشر يوميًا من أخبار ومن مقالات وتحليلات يكشف عن منظومة مترهلة، تتخذ قراراتها بلا رؤية، وتغرق في الصراعات الشخصية، بينما الأندية والاتحادات تدفع الثمن على أرض الواقع.

أولاً:
قرارات مرتبكة ومتخبطة
وآخر الأمثلة ما أشرنا إليه، حين تراجع الاتحاد عن قراره السابق بقيد 10 محترفين أجانب، ليزيد العدد فجأة إلى 13. هذا التناقض السريع يثبت أن القرارات تُصاغ تحت ضغط المجاملات والترضيات، لا وفق دراسة أو مصلحة عامة. مثل هذه التراجعات تُفقد الاتحاد هيبته، وتضرب ثقة الأندية والجماهير في مصداقيته.

ثانيًا:
ضعف إداري كارثي
وإخفاقات رحلة السنغال، تكشف الوجه الحقيقي للإدارة. تخيل منتخبًا وطنيًا يُهزم ليس بسبب ضعف فني، وإنما لأن لاعبيه لم يجدوا وسيلة نقل إلى الملعب! أضف لذلك عجز الاتحاد عن تسفير بعض اللاعبين الأساسيين في الوقت المناسب. هذا إهمال جسيم، يفضح غياب التخطيط والاحترافية.

ثالثًا:
تضارب الصلاحيات وصراع المناصب
تُشير الأخبار إلى صراع خفي بين رئيس الاتحاد ونائبه الأول، ظهر في إلغاء اجتماع لجنة الطوارئ ثم تحديد موعد آخر لاجتماع المجلس. ما يحدث ليس عملاً مؤسسيًا، وإنما معركة نفوذ. والنتيجة: تضيع مصالح المنتخبات واللاعبين وسط شد وجذب بين المسؤولين.

رابعًا:
الأدهى أن الاتحاد يعيش حالة من تمجيد الأشخاص على حساب الكفاءة. أسامة عطا المنان يُمجد ويُشاد به رغم الإخفاقات المتكررة للمنتخب. هذه الثقافة المريضة تعكس خللًا عميقًا: فبدل محاسبة المسؤول على الفشل، يُرفع على الأكتاف. حين تُستبدل الكفاءة بالولاء، فإن المؤسسة كلها تنهار.

وقبل الختام:
لماذا فشل الاتحاد؟
الفشل لم يأتِ من فراغ.

غياب القيادة:
الاتحاد يفتقر إلى شخصية قيادية حقيقية تُدير العمل بروح المسؤولية.

القرارات المتسرعة:
التراجع المستمر تحت الضغوط يُظهر هشاشة في الرؤية.

غياب التخطيط:
أخطاء إدارية بدائية أضرت بالمنتخب.

الصراعات الداخلية:
تضارب الصلاحيات أنهك العمل. لجان مساعدة تغرد خارج السرب.

تمجيد الفشل:
مكافأة المسؤولين رغم الخسائر رسّخت ثقافة الولاءات.

الاتحاد السوداني يحتاج إلى إصلاح جذري يبدأ من الداخل، بإرساء العمل المؤسسي، واحترام اللوائح، ومحاسبة المخطئ مهما كان اسمه أو منصبه. فالقانون لا يُطبق بالانتقاء، ولا يُستخدم للتغطية على الفشل.

وأهلك العرب قالوا:

لو سكتت الأسود عن زئيرها لأقبلت الغربان بنعيقها.
إذا تفرقت الغنم قادتها العنز الجرباء.
إن ما خربت ما بتعمر.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..