المنتخبات الوطنية!
أبو عاقلة أماسا
خرج منتخبنا الأولمبي بتعادل سلبي أمام نظيره النيجري، في المباراة التي أقيمت بنيامي، وخسر بعدها منتخبنا الأول أمام نظيره الجابوني، بهدف من ذات الأهداف التي ظلت الكرة السودانية على كافة مستوياتها تنهزم بها مؤخرًا، وأصبح موقفه معقدًا في تصفيات أمم إفريقيا، وقبلها كان منتخب الشباب قد فشل في حجز مقعده في النهائيات التي أقيمت مؤخرًا بمصر، رغم أن التصفيات أقيمت عندنا هنا في السودان عبر بطولة سيكافا، التي تأهل فيها اليوغندي والجنوب سوداني اللذان لعبا النهائي، وقبل كل هذه التجارب كان منتخب الناشئين قد أقصي من زون سيكافا، في واقعة خطيرة قيل أن القرار فيها كان بسبب التزوير في أعمار اللاعبين، وكنت أتوقع اهتمامًا أكبر بهذا الملف والتحقيق فيه، ومن ثم إعلان نتائج التحقيق على الملأ، لأن الموضوع يمس الوطن ولا يمكن أن يمر هكذا، فقد تناول بعض من رافقوا ذلك المنتخب أن ما حدث لهم كان بمثابة الرد على ما حاق بفريق سان جورج الإثيوبي، عندما واجه الهلال في تمهيدي الأبطال، أو هكذا أسر لهم أحد الإثيوبيين.
* المهم من هذه النتائج يتضح تمامًا، أن المنتخب الوحيد الذي يحقق نتائج طيبة الآن هو المنتخب الأولمبي، وتبقت له مباراة واحدة بالخرطوم، لو فاز فيها يتأهل مباشرة لنهائيات إفريقيا لهذه الفئة، وللتدني في النتائج أسباب يمكن أن نبدأها من الأجواء العامة وتراجع قيمة الإنضباط في هذه المنتخبات، حيث لاحظنا تراخي بعض اللاعبين عن الإيفاء بإستحقاقات المنتخب الأول مثلًا، وتساهل ومجاملة لجنة المنتخبات معهم، الأمر الذي جعل أجواء المنتخب الأول أقل مما يعيشه اللاعب في ناديه، فهنا لا يوجد لا السوباط ولا العليقي، ولا أيمن أبو جيبين ولا عبدالجليل، وكان ينبغي أن تكون الروح أعلى لأن المسألة تخص الوطن!
* كان هنالك عدد من لاعبي القمة، أبدوا نوعًا من عدم الإحترام للمنتخب، وبدلًا من إنزال أشد العقوبة عليهم لحسم الفوضى، تم احتواء المسألة بالجودية و”باركوها ياخوانا”.
* لجنة المنتخبات الوطنية بالاتحاد العام، لديها فرصة لعمل أجود وأكبر من خلال رفع قيمة المنتخبات، وربطها بمسألة الإنضباط والجدية والحسم، ويجب على اللاعب أياً كانت نجوميته أن ينصاع لنداء المنتخبات، ودون ذلك يجب أن تنزل به عقوبة قاسية تجعله عبرة لغيره!
حواشي
* لجنة المنتخبات مطالبة بإعادة تقييم مسيرتها، ووضع خطة محكمة للبطولات القادمة، عبر برنامج طموح لمنتخبات الفئات المختلفة!
* حتى على مستوى الإعلام، نلاحظ أن الإهتمام بالمنتخبات يتراجع، قياسًا بالزخم الذي يصاحب مشاركة الأندية في البطولات الإفريقية.
* تراخي أي لاعب وتأنيه في أداء دوره مع المتتخبات، يجب أن يصنف ضمن الجرائم، التي تستوجب أقسى العقوبات وليس باركوها!
* من ملامح الفهم الخاطئ وتعمد التقليل من شعار الوطن والإساءة إليه، عندما يطلق بعض الزملاء لقب منتخب معتصم جعفر أو شداد أو منتخب حسن برقو وأسامة عطا المنان، وهذه لعمري كبرى الجرائم التي ارتكبها بعض الزملاء وأخذتها عنهم الجماهير، فأصبحنا نقرأها على مواقع التواصل الإجتماعي بصورة عادية!
* لاشيء يجعل الاهتمام بمنتخب الوطن أقل من فرق الأندية، إلا في حال إنحسار الروح الوطنية لدى الجميع، فلا شداد ولا معتصم ولا مجدي ولا سيف الكاملين، هذه المنتخبات تمثل الوطن وتدافع عن ألوان علمه ويعزف لها النشيد الوطني!
* تركز الأجهزة الفنية للمنتخبات على نجوم المريخ والهلال، ليس لأنهم الأعلى موهبة بل لضأنهم الأكثر جاهزية بدنية، ولكن نجوم القمة يُبدون شكلًا من التعالي والتراخي، عندما يجدون اختلافًا في الأجواء والوجوه، لذلك كنت ومازلت أعتقد أن تجاوز بعض لاعبي القمة أفيد من اختيارهم!