وسط الرياح

بروتوكول لجنة التطبيع

عدد الزيارات: 21٬006

أبو بكر الطيبأبو بكر الطيب

الصور على صفحات القروبات لا تكفي لصناعة البرتوكولات
في سابقة هي الأقرب إلى البدع الإدارية منها إلى الخطوات المؤسسية المدروسة، خرج علينا اتحاد الخرطوم لكرة القدم عبر لجنة تطبيعه ليحتفل بتوقيع بروتوكول مشترك مع ما يسمى بـ المجلس الأعلى للجالية (بيت السودان بالقاهرة).
استفهامات مشروعة
ما العلاقة بين اتحاد رياضي محلي في الخرطوم، وكيان اجتماعي للجالية في القاهرة؟
ما هي الأهداف المشتركة بين الطرفين؟ هل المجلس الأعلى للجالية ينظم مسابقات كروية؟ هل يشرف على دوري؟ هل يملك ملاعب أو لجان تحكيم أو لجان تدريب ؟
ما هي الفوائد التي سيجنيها اتحاد الخرطوم من هذه الشراكة غير المتكافئة؟ دعم مالي؟ لوجستي؟ تبادل مصالح في التدريب أو التحكيم أو حتى تبادل خبرات إدارية أم مجرد صورة تذكارية تنشر على صفحات القروبات الرياضية ؟
سخرية الواقع
الطريف يا سادة أن التكامل بين السودان ومصر، وهما دولتان جارتان تربطهما حدود ونيل ومصالح مصيرية، لم يُكتب له النجاح في مجالات التجارة والطاقة والاقتصاد رغم الضرورات التي تفرضه. فكيف يُرجى النجاح من تكامل بين خطين متوازيين لا يلتقيان: اتحاد محلي لكرة القدم وجالية اجتماعية في بلد آخر؟!
شرعية لجنة التطبيع
السؤال الأخطر: هل لجنة تطبيع اتحاد الخرطوم، وهي لجنة مؤقتة لم تُنتخب بصفة قانونية، تملك أصلًا الحق في توقيع بروتوكولات بهذه الشاكلة؟
وإذا تقدمنا بسؤالنا المباشر للسيد رئيس اللجنة:
ما هو المسوّغ القانوني لهذا التوقيع؟
فهل يملك إجابة مقنعة ومنطقية؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد استعراض إعلامي أمام الوسائط الاجتماعية والمنابر الرياضية في وسائل التواصل؟
أين الحكمة؟
هل هذه التوقيعات ستعيد ترتيب المنافسات المحلية المتعثرة؟
هل ستعالج مظالم الأندية التي تئن تحت وطأة قرارات الاتحاد؟
هل ستجلب رعاية أو استثمارات أم ستظل مجرد كلمات على الورق؟
وإذا كانت الجالية تنشط في الرياضة، فلماذا لم يكن التوقيع عبر الاتحاد العام السوداني لكرة القدم أو وزارة الرياضة، بدلاً من اتحاد الخرطوم وحده؟
الحقيقة المرّة
إنها مجرد محاولة بائسة لتلميع صورة لجنة فاقدة للشرعية، تبحث عن غطاء خارجي لتوحي بأنها فاعلة ومنتجة، بينما الحقيقة أنها تعجز حتى عن معالجة أبسط مشاكل أنديتها داخل العاصمة.

قبل الختام

كنا ننتظر من لجنة التطبيع “المبتدعة” أن تضع لنا خططها المستقبلية في مواجهة التحديات، وأن تقدم رؤيتها الخاصة في حلحلة المشاكل القائمة، فإذا بنا نجدها تخرج لنا بـ “بروتوكولات سياحية” لا علاقة لها بواقع الاتحاد ولا بمعاناة الأندية.
ولو أجرينا جردًا سريعًا لحصيلة هذه اللجنة منذ يوم تعيينها وحتى الآن، لوجدناها بالسالب لا أكثر: لا مشروع، لا خطة، لا رؤية، لا أثر إيجابي.
إذن يا لجنة التطبيع: أنتم مفلسون، لا تملكون ذرة من الأفكار التي يمكن أن تعيد اتحاد الخرطوم إلى مكانته الريادية كما تدّعون، ولا حتى بصيص رؤية يسند ما تم اختياركم من أجله.

وأهلك العرب قالوا :-

منذ قديم الزمان:
يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً . . والقزم عملاقاً . . والخفاش نسراً
والظلمات نوراً . . لكن أمام الحمقى والسذج فقط .

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..