ألوانٌ كثيرة.. لحقيقةٍ واحدة!
أبو عاقلة أماسا
* ما الشيء الذي يجعل حقيقة واحدة بيضاء، لكن بمعيار العمل الرياضي تتخذ أشكالًا وألوانًا متعددة في المريخ؟ وهل يحدث هذا في كل الأندية الكبيرة على مستوى العالم؟ أم هي أمر يختص به مجتمع المريخ؟ الذي يكرر تجارب السنوات بشكلٍ دائريٍ ممل؟ وهل حدث يا ترى في أي نادٍ في محيطنا الإقليمي أو حتى العالمي، أن كرر مجلس إدارة في نادٍ محدد أخطاء مجالس الإدارة السابقة لتواريخ امتدت لثلاثة أو أربعة عقود؟ وسمح الناس بمرور ذلك التكرار بشكلٍ عادي؟ وهل يحدث بشكلٍ عادي على مستوى الأندية، أن يضحي الناس بمباديء وثوابت ومكتسبات ناديهم؟ إكرامًا لسواد عين أحدهم ولو من مجموعة محددة من الأشخاص، لمجرد كونه شخصًا ثريًا؟ هذه المهازل تحدث بشكلٍ متكرر في نادي المريخ، فكلما جاءت مجالس جديدة تضم وجوهًا جديدة متحمسة لتقديم شيء، لا تلبث وبشكلٍ متكرر في ارتكاب نفس الأخطاء نفسها، التي وقع فيها من سبقوهم منذ أكثر من ربع قرن مضى من الزمان، والمحير في الأمر إنهم ينتظرون نتائج مختلفة، أما نحن الذين حضرنا قدرًا من العهود، مطالبون بالتفاؤل وعدم النقد حتى لا نجرح المشاعر المرهفة لزيد أو عبيد من البشر!
* وهنا ثمة غرائب خارقة لطبيعة الأشياء، منها أن نفس خطأ حازم مصطفى يجوز في حقيقة الأمر، أن يرتكبه بشكلٍ متكرر أبو جيبين أما كيف فأنا لا أدري؟ وربما تجد تفسير الأمر عند من يحاربون هذا ويسندون ذلك نصرة لهواهم أو مطامعهم، أما نحن فالحقيقة عندنا بيضاء واحدة لونها ثابتٌ وفرعُها في السماء، على مر العصور والعهود مهما تغيرت المسميات والإدارات، أما الذين يتولون تصنيف الناس فهذا مساندٌ وذاك معارض فإننا نرد عليهم تصنيفاتهم، فهم لديهم معاييرهم المعوجة ولنا معيارنا الذي نجتهد كي يكون ثابتًا وعادلًا، بأن يكون همه المريخ وفعل الصواب الذي يقود نحو الأمام!
* أما المزايدة بأن من ينتقد مجلس أبو جيبين بأنه من أصحاب المصالح، فهو اتهام لن يعود على مروجيه بالخير بمجرد فتح الملفات والتطرق لمحتوياتها بشفافية ومصداقية، لنعرف من هو المستفيد فعليًا من الصراعات داخل المريخ سواءً معنويًا أو ماديًا؟
* تربطنا علاقات طيبة جداً بالأخوين أيمن أبو جيبين وحازم مصطفى، والتي تمتد مع أيمن لأكثر من عشرين عاماً، ومع حازم من قبل توليه لرئاسة النادي بسنوات، وكلاهما لم أجد لديهما بكل صراحة رؤية شاملة لإدارة وتطوير نادي المريخ، بل أرى إنهما يشتركان في كثير من السلبيات، التي كنا ومازلنا ننتقدها في أسلوب إدارتهم للأعمال الغير إحترافي لإدارة الأندية الجماهيرية، أما نحن فإننا نبحث عن أسلوب إدارة أعمال إحترافية حتى تعبر بالمريخ إلى بر الأمان، ونعلم جيدًا أن التغيير يكون بالأفعال وليس الوجوه!
* سلبيات مجالس الإدارات المتعاقبة، منذ مطلع الألفية حتى الآن تكاد تكون مستنسخة من بعضها، بل ومتطابقة حد الإدهاش من طريقة اختيارها وأسلوب حشدها للمؤيدين، بتغبيش الحقائق والعقليات وتخوين النقاد في سبيل هدف واضح للعيان وهو حماية المصالح، لذلك فإننا نريد من الجميع هنا وهناك الارتقاء لأرضية الصواب فيها بيّن والخطأ بيّن، دون وضع الأمور في ميزان المزاج والشخصنة.
حواشي
* أحيانًا أسأءل نفسي ما الذي أستفيده كل مرة من مجادلة الناس حول الصواب والخطأ؟ وإدارة معارك مع أشخاص يقومون بإدارتها هم بالوكالة، وهم يكيلون لنا الإساءات والإتهامات بأننا منتفعين ومستفيدين، ولا أدري في الحقيقة والواقع ما الذي استفدناه وانتفعنا به، في هذا التاريخ المريخي العريض؟
* هل سكنا الشقق وامتطينا الفارهات على حساب المريخ؟ هل تجاوزنا مسألة الصواب والخطأ في حق النادي؟
* لماذا يريد منا البعض أن نساير عقلية “القطيع”؟ بأن نتخلى عن قناعاتنا ونرتمي في أحضان جماعات المصالح؟
* فيما يخص الرئيس السابق حازم مصطفى، أحزنتني فقط الطريقة التي أبعد بها لأنها غير كريمة، في حق من خدم النادي وانفق عليه بغض النظر عن أسلوبه، فقد كانت هنالك أكثر من طريقة أكرم من طريقته، وإذا تكرر نفس الشيء مع أيمن أبو جيبين سيظل موقفنا ثابت لأن الطريقة لا تليق بنادٍ عريق، وهنالك تفاصيل أُمسك عنها هنا حتى لا أُفسد الموضوع!
* بتلك المأساة انتهت حقبة رئاسة حازم مصطفى للمريخ، ودخلنا في حقبة جديدة يرأسها أيمن المبارك، وهي حقبة مختلفة كنا نتمنى أن تشهد طفرة حقيقية في كل شيء، ولكن من الواضح أنها أخذت ممن سبقوها فقط أسوأ الأشياء.
* بعضهم يحصر ماضي وحاضر ومستقبل العمل الإداري في نادي المريخ، في أشخاص وأسماء بعينها دون سواها، وليس في رؤى وبرامج وأفعال ننتظر أن تستقيمء حتى يستقيم معها مستقبل النادي!
* سيطرة الهتافيين على مجتمع المريخ يعوق من إيصال المعنى الحقيقي للنقد لأنهم يصورون أي نقد بالضرورة استهدافًا للشخصيات.
* نتمنى أن يصحح المجلس أخطاءه، وأن يتجاوز خلافاته حتى يستطيع إكمال دورته، لأن المريخ قد تضرر ضررًا عظيمًا من التغييرات المستمرة لفكر ووجوه مجالس الإدارات!
* ولا ننسى أن الجمعيات العمومية المتعاقبة، أوجدت عصابات تقتات على أعمالها من تجارة العضوية وبيع المواقف، وهم سماسرة حقيقيون وهم أكثر ضررًا من سماسرة اللاعبين!