محمد الطيب كبّور
فوز منتخبنا الوطني بالهدف البديع، الذي أحرزه محمد الحاج كومي في شباك الجابون، حسّن من الحالة المزاجية لدي لدرجة كبيرة جدًا، لأن ذلك الانتصار أعاد “صقور الجديان” من جديد للتنافس على أحدى بطاقتي الترشح، بالوصول لرصيد 6 نقاط في مشوار صعب ضمن مجموعة قوية جدًا يتصدرها الجابون برصيد 7 نقاط، ليأتي منتخبنا في المركز الثاني برصيد 6 نقاط، ومباراة اليوم بين منتخبي الكنغو وموريتانيا مباراة مهمة جدًا لحسابات المجموعة، والنتيجة التي تخدم مصالح منتخبنا الوطني هي التعادل بينما فوز أي ٌ من المنتخبين فيعني أن التنافس سيكون على أشدّه، فحينها ستصبح 3 منتخبات ذات رصيد متقارب من النقاط، وإذا فازت موريتانيا فإن السودان سيتدحرج إلى المركز الثالث، لأن المرابطين حينها سيصلون لرصيد به 7 نقاط عطفًا على أن رصيدهم الحالي 4 نقاط، وفي حال فاز الكنغو سيرتفع رصيده إلى 6 نقاط، لأن رصيده الحالي به 3 نقاط.
أهمية نتيجة مباراة اليوم، تكمن في أنها ستوضح بشكل كبير ترتيب المجموعة في هذه الجولة، لتبني حسابات الجولة الخامسة القادمة بشكلٍ أكثر حذرًا، لأن معالم الطريق حينها ستكون قد اتضحت بشكل كبير، لذا فإن الفوز الذي حققه بالأمس منتخبنا الوطني كان مهمًا جدًا، بفتحه بنك حظوظ “صقور الجديان” نحو التحليق بإحدى بطاقتي العبور، وهو هدف لاغنىً عنه نهائيًا.
ضم عناصر من خارج كشف القمة أمر جيد للغاية، لامتلاك هذه العناصر رغبة في الظهور بشكلً جيد بشعار الصقور، وهناك عددٌ كبيرٌ من لاعبي الأندية الأخرى غير المريخ والهلال، يستحقون فرصة تمثيل هذا الوطن، بالإضافة إلى كونهم غير مرتبطين بمشاركات خارجية مرهقة، كما هو الحال بالنسبة للاعبي القمة، وإتاحة الفرصة لهم سترفع من رغبة الآخرين، الذين ينظرون للمنتخب الوطني على إنه حكرٌ على لاعبي القمة، في حين إنها نظرية ليست صحيحة، وإن كان قوام كشف المنتخب أغلبه من لاعبي القمة، وهي بالطبع ظروف فرضتها جاهزية وخبرة وتمرس لاعبي أندية القمة، لكن في ذات اللحظة فإن من يقدم مستويات جيدة من الأندية الأخرى، فحتمًا سيكون تحت دائرة الضوء، وكرة القدم في نهاية الأمر لعبة عطاء والمنتخب الوطني للجميع، ويجب أن يكون للانضمام اليه والدفاع عن ألوان الوطن حلمًا وأمنية تراود كل لاعب، ومن المؤكد أن أجهزة المنتخبات الوطنية الفنية، في مسلسل من البحث الدؤوب عن أفضل العناصر، التي يبدو أنها ستحسن تمثيل الوطن وستكتب التاريخ الجديد للكرة السودانية، حتى نتخلص من المقارنة الممزوجة بـ “يا حليل زمان”، والحديث المكرر عن تأسيسنا للاتحاد الإفريقي، في حين أن واقعنا يعجز عن صناعة حاضر أفضل، لذا فلابد من الاختيار السليم لكلية المنتخب.
أكثر وضوحًا
واليوم يستضيف منتخبنا الوطني الأولمبي، نظيره النيجري في مباراة الإياب، بعد أن أفلح منتخبنا في العودة بالتعادل من الأراضي النيجرية، وتأجيل الحسم إلى نِزال اليوم، وبإذن الله سيحقق أولمبينا المراد والمُرتجى.
مازال حرمان الجماهير السودانية من دخول المباريات متواصل، لسبب واضح وهو عدم استيفاء ملاعبنا لاشتراطات الـ “كاف”، وأي حديثٍ عن ترصد أو استهداف يعد محاولة لدفن الروؤس في الرمال.
مؤلم جدًا أن يحرم منتخبنا الوطني وأنديتنا من السند الجماهيري، لعدم استيفاء ملاعبنا لشروط اللعب، ولابد من التعاون من أجل طي هذه الصفحة التي تشكل ضغطًا كبيرًا على الكرة السودانية.
مبادرة الاتحاد العام في المدينة الرياضية هي أحد الحلول، ولا بُد من التفكير الجاد في بناء استاد جديد، تحت مسمى “القومة ليك يا وطن” بتفعيل العلاقات الخارجية، وهي فكرة تم طرحها كثيرًا إلا أنها لم تجد أذنًا صاغية، والتطوير الذي ننشده من دون تأسيس بنية تحتية لن ينجح.
مجرّد سُؤال
لماذا لا نعمل من أجل هذا الوطن؟