وسط الرياح

ولادة أمل جديد

عدد الزيارات: 21٬005
474

أبو بكر الطيب

قرارٌ صائب يعيد للرياضة السودانية روحها وملامحها الأصيلة، أصدر وزير الشباب والرياضة بروفيسور أحمد آدم أحمد قراره الوزاري رقم (4/أ) لسنة 2025م بتكوين اللجنة التمهيدية للهيئة القومية للبراعم والناشئين والشباب، وهي خطوة تُعدّ من أهم القرارات التنموية في السنوات الأخيرة، لما تحمله من آمال كبيرة في صناعة مستقبل رياضي واعد يقوم على الأسس العلمية والتخطيط الاستراتيجي السليم.

التهنئة
نتقدم بخالص التهاني والتبريكات إلى السيد الشاذلي عبد المجيد رئيس اللجنة، ونائبه وليد أحمد حسين (بعشر)، وإلى كافة الأعضاء الذين نالوا شرف هذا التكليف الوطني الكبير.
إنها ثقة مستحقة لكوكبة من أبناء السودان الذين عُرفوا بالخبرة والانضباط والإخلاص في خدمة الحركة الرياضية. وهي بلا شك مسؤولية تتطلب عملاً متواصلاً وتنسيقاً عالياً لبلوغ الأهداف المرجوة في إعداد النشء وتأسيس جيلٍ رياضي متكامل المهارات والقدرات.
عتاب من بحري..
المدينة التي تحمل سرّ الهوى
وقبل أن نغلق صفحة التهاني، نفتح صفحة العتاب المحبّ إنابةً عن إداريي ومدربي أندية مدينة بحري العملاقة — تلك المدينة التي كانت وما زالت تشكل ضلعًا راسخًا من مثلث العاصمة القومية.
فقد تخطّتهم القرارات والتعيينات الوزارية الأخيرة، إذ خلت تمامًا من أي تمثيل لأبنائها، رغم ما تزخر به بحري من كوادر مؤهلة وكفاءات رياضية مشهود لها بالعطاء والخبرة.
يا معالي الوزير، إن مدينة بحري خلاف أنها موقعٍ جغرافي، هي تاريخ رياضي متجذّر في وجدان الرياضة السودانية، وهي التي قدّمت عبر العقود إداريين أفذاذًا ومدربين كبارًا ولاعبين كبار ومواهب نادرة.مثلها ومثل غيرها
إن تغييبها عن المشهد لا يُنقص من قدرها، لكنه يخصم من رصيد العدالة الرياضية التي ينبغي أن تقوم على التوازن الجغرافي والاعتراف بأدوار المدن الثلاث التي شكّلت هوية العاصمة الرياضية.ووجدانها
إننا لا نطلب استجداءً ولا نطلب مكرمةٍ أو ترضية، ولكن من العدل والإنصاف أن تُحفَظ الحقوق، وأن يُعاد الاعتبار لتاريخٍ مجيدٍ صنعته بحري بإخلاص رجالها.
نرفع هذا العتاب النبيل بكل تقدير واحترام، على أمل أن يجد صداه في قلوب صانعي القرار، وأن تُفتح نوافذ المشاركة والتمثيل لكل من أسهموا في بناء هذا الإرث الجميل.
أهمية النشاط ودوره الاستراتيجي
إن تأسيس هذه الهيئة لا يُعتبر حدثًا إداريًا عابرًا، وإنما يمثل تحولًا مفاهيميًا نحو بناء قاعدة رياضية متينة تبدأ من النشء والبراعم، حيث تكمن البذرة الأولى لأي مشروع رياضي ناجح.
الدول التي حققت مجدها الرياضي لم تبنِ بطولاتها على الصدفة،وإنما على برامج علمية متكاملة تبدأ من مدارس الأكاديميات وتنتهي عند المنتخبات الوطنية.
لقد آن الأوان لأن تتبنى بلادنا النهج العلمي والتخطيط التنموي طويل الأمد، وأن تتحول الجهود الفردية إلى مشروع قومي متكامل يشمل البنى التحتية، التدريب، الإعداد النفسي، والتأهيل الأكاديمي.
إن هيئة البراعم والناشئين والشباب هي اللبنة الأولى لبناء مستقبل الرياضة السودانية، وهي البوابة التي من خلالها يمكن أن نؤسس لجيلٍ يعرف قيمة الوطن ويضع رايته في حدقات العيون.
أمانة التكليف
إن التكليف الوزاري هو أمانة ومسؤولية وطنية تتطلب العمل بروح الفريق الواحد، وتفعيل الخطط التنموية والاستراتيجية، ومواصلة الجهد في تطوير البنية التحتية، وإقامة الأكاديميات والمدارس السنية، وتبني طرق علمية في اكتشاف المواهب وصقلها.
ونحن نتعشم أن نرى عملاً مطوّرًا ومنافسات رياضية جادّة تنهض بمستوى التنافس في الوسط الرياضي، وتعيد للرياضة السودانية بريقها المفقود، حتى تكون هذه اللجنة نواة لنهضة شاملة تُعيد للرياضة مكانتها اللائقة في المحافل الإقليمية والدولية.

وقبل الختام

كل الأمنيات والتوفيق لهذه الكوكبة من الكفاءات الوطنية في مهمتهم الكبيرة، ونسأل الله أن يسدد خطاهم، وأن يكتب على أيديهم فجرًا جديدًا للرياضة السودانية عنوانه العمل، والانضباط، والإنجاز.

وأهلك العرب قالوا:

إننا لا ننظر إلى الناس على أساس من يكونون، ولكن على أساس ما يقدمونه لوطنهم من جهدٍ وعملٍ وأمانةٍ وصدقٍ في التكليف.”

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..