مصعب مكين.. من مغضوبٍ عليه إلى التألق

الصّفوة ـ تقرير
قصة تألقٍ جديدة بدأ يخطها مدافع نادي المريخ، مصعب مكين، الذي قلب الطاولة على منتقديه بعد فترةٍ من الانتقادات اللاذعة والمطالبات بشطبه من كشوفات الفريق، ليعود في الفترة الماضية متألقًا بثباتٍ في خط دفاع المريخ، مثبتًا أنه يمتلك ما يكفي من الإصرار والموهبة لحجز مكانٍ دائمٍ في تشكيلة الفريق.
انضم مصعب مكين إلى صفوف المريخ في أغسطس من العام 2024 قادمًا من نادي حي العرب بورتسودان، وشارك بصفةٍ أساسية خلال فترة المدرب الإيطالي جيوفاني سوليناس، غير أنه لم يقدّم حينها المستوى المنتظر، وكان أحد نقاط الضعف التي أثّرت على نتائج الفريق في الدوري الموريتاني الموسم الماضي، لتطاله سِياط النقد ويصبح أحد المغضوب عليهم في المريخ.
ورغم ذلك، حافظ مكين على موقعه الأساسي في تشكيلة المريخ تحت قيادة المدرب الصربي ميشو، ثم المصري شوقي غريب، وهو ما يعكس ثقة الأجهزة الفنية المتعاقبة في إمكانياته، رغم تراجع أداء المنظومة الدفاعية المتأثرة بغياب عنصر الخبرة.

وبرز مكين لاحقًا في دوري النخبة، حيث قدّم مستوياتٍ لافتة جعلت مدرب المنتخب الوطني كواسي أبياه يضمه إلى قائمة بطولة “الشان”، إلا أن الحظ لم يحالفه هناك، إذ لم يظهر بالمستوى المطلوب وشارك في لقاء خروج السودان أمام مدغشقر، ما فتح عليه باب الانتقادات مجددًا من جماهير المنتخب الوطني.
لكن اللاعب لم يستسلم، بل عاد أكثر قوةً وإصرارًا، ليقنع هذه المرة مدرب المريخ الصربي داركونوفيتش، الذي فضّل الاعتماد عليه في مواجهتي دوري أبطال أفريقيا أمام نادي سانت لوبوبو الكونغولي، رغم وجود الثنائي المحترف جانارد مبيمبا ودابا سوغوبا. وقدّم مكين في تلك اللقاءات مستوياتٍ قوية ومرضية، وواصل تألقه خلال مباريات المريخ الودية في ليبيا، مؤكدًا أنه يمتلك إمكانياتٍ فنيةً عالية وقدرةً على التألق متى ما توفرت منظومةٌ دفاعيةٌ منسجمة.
وبهذا الأداء المتطور، يكون مصعب مكين قد طوى صفحة الانتقادات وفتح صفحةً جديدة من الثقة والنجاح، مثبتًا أن الإصرار والعمل الجاد هما السبيل الوحيد لفرض الذات داخل المستطيل الأخضر.



