
عدنا بعد حدادٍ لا يزال سواده يغرق المقل في بحورٍ من الدموع،
عدنا،
وياليت الوطن يعود لسابق عهده آمنًا في أرجائه، متوحدًا بوعيه، قويًا بشعبه، فخورًا بذاته.
عدنا، وياليت المواطن يعود آمنًا في سربه، يملك قوت يومه، معافًى في بدنه، محبًا للآخر، معترفًا به، فخورًا بسودانويته، متساميًا على جراحه، وما أعمق الجراح.
المهم
جابت ليها تجنيس كمان!
يعني تلتاشر لاعب أجنبي بالكشف، وكمان تجنيس؟
وكأن حماية اللاعب الوطني والمحافظة على خاناته — ليرفع خبراته ومهاراته بالمشاركة — ليست من مهام الاتحاد!
وكأن المنتخبات لا تعني الاتحاد!
الحقيقة أن الصحيح ليس (كأن)، بل (لأن) المنتخبات لا تعني الاتحاد!
خُذ مثالًا
محمد عبدالرحمن، المهاجم رقم (1) بالمنتخب،
يقوم الهلال يجيب سبعة مهاجمين أجانب!
يضايقوا محمد عبدالرحمن في الخانة، تقل فرص مشاركته، وبالتالي يفقد حساسية المباريات.
لما تجي كورة المنتخب، ماذا نتوقع منه؟
وللأسف، عملية التجنيس ليست من مهام الاتحاد، لكنها من مهام مجلس السيادة.
فهل مجلس سيادتنا “فايق” لدرجة تجعله يتناول مواضيع تجنيس لاعبين (حسب الطلب)؟
معروف أن التجنيس
تقوم به الدول لتجني فوائد قومية منه، لا فوائد تخص فئة بعينها.
ورياضيًا، يتم وفق شروط محددة تحددها القوانين واللوائح الدولية.
فهل تراعي الجهات المانحة للجنسية تلك الأمور؟ أم تراعي فقط من قدّم الطلب؟
وكم عمر اللاعب المراد تجنيسه؟
وبعد كم سنة يمكنه الظهور بشعار الوطن؟
هل وقتها سيكون قادرًا على العطاء؟
واللاعبون الذين جنّسناهم “بالكوتة” قبل كده،
منو فيهم استفدنا منو في المنتخب؟
أيها الناس
إن التجنيس هو احتيال على لوائح الاتحاد التي تتناول عدد الأجانب،
احتيال تمارسه الأندية وتحرض الدولة عليه، فتقوم الدولة بتنفيذ الجريمة.
إنها جريمة في حق خانات الوطنيين، وفي حقيقتها تغيير ديموغرافي على كشوفات الأندية، يظلم أبناء البلد ليستبدلهم بلاعبي الشتات!
والاتحاد ذاته، كيف يسمح لنفسه أن يصدر لائحة تجيز للنادي ضم (13) أجنبيًا غير المجنسين؟
فضلت لأولاد البلد شنو يا اتحادنا؟
وبرضو دايرين نمشي كأس العالم؟؟
مشينا فعلاً…
بس بالله، كورتنا ضد ألمانيا ما تدوها أكتر من تلاتة!
الألمان ديل برضك كانوا ناسنا قبل كده.
أيها الناس
كنت أعتقد أن حربنا هذه حرب خير وبركة،
لأنها ستعدل خطوانا،
وسيشـرق سودان جديد لا “يبريس” ولا “يجامل” في قراراته،
لكن يبدو أن البلد ذاتها قد قنعت من أن نتغير، لو دي طريقتنا.
ودي الطامة الكبرى!
أيها الناس
تخطيط، تنظيم، تنفيذ، تنسيق،
الأركان العلمية للعملية الإدارية الرشيدة.
سمعتوا بالأسماء دي في اتحادنا؟
وكأن هذا الاتحاد خُلق للمجاملات،
أو بالأحرى لمجاملة نادٍ بعينه.
والقومية تطير،
تلتاشر أجنبي وخمسة مجنسين،
تاني الفضل شنو؟
ما ليهم حق السنة الفاتت، لما يُعزف السلام الجمهوري، لاعب واحد بس بيردد الكلمات؟
بالطريقة دي، حقو الاتحاد يُلزم أنديته بمشجعين “بنغالة”!
أرخصين، وما بيتفعلوا.
أيها الناس
قصتنا طويلة،
وإن لم يجلس الرجل المناسب على الكرسي المناسب،
سنظل ضحية لعبة الكراسي في كل مناحي حياتنا.
أيها الناس،
(إن تنصروا الله ينصركم).
نجي لي شمارات والي الخرطوم
والينا…
الناس دي كووولها حزينة،
لدمعة في عيون طفلة مسكينة،
ولطلقة في قلب أمٍّ حنينة،
ولبسمة كانت بين ظهرانينا.
الناس صامتة، قاطعة الحركة إلا من أنينها،
ماسكة في الله، متمسكة بإيمانها ودينها.
وتبقى كلمتنا ابتسامة،
بسمة للناس الغلابة،
القاسوا في دنيا الملامة،
وهمسًا يقولوا:
لما يصبح صبح بكرة،
ابقوا مرة اذكرونا،
لو قليبكم مرة فرّة.
سلك كهربا
ننساك كيف…
والكلب راقد ممدّد ممحون، ضاربًا يدًا بيد،
يعضعض في أظافيره، ودموعه جاريات في قدومه الطويل ده.
وإلى لقاء
سلك

