وسط الرياح

صاحب العقل يميّز

عدد الزيارات: 37
474

أبو بكر الطيب

البيانات العاصفة تعصف بنا كما تعصف الرياح بالغبار، ليصبح العقل هو المنخل الذي يُفرز الحقيقة من الزيف.

وفي هذا الجو المفعم بالغبار، خرج علينا مقال منسوبٌ زورًا للدكتور أسامة عطا المنان، النائب الأول لرئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، يفيض بالادعاءات الركيكة والعبارات الساذجة التي لا تمتّ لا للمنطق ولا للمهنية بصلة.

ومن يقرأ النص بتمعّن، يدرك فورًا أن هذا ليس أسلوب رجلٍ أمضى أكثر من ربع قرنٍ في دهاليز العمل الرياضي والإداري،هذا أسلوب كاتبٍ ضلّ طريقه إلى الحرف، فظنّ أن النقل عن الآخرين يصنع منه إعلاميًا!

لقد نسب الكاتب إلى الدكتور أسامة جملة خطيرة مفادها أن «اتحاد الخرطوم يملك نظامًا أساسيًا معتمدًا ومودعًا لدى الاتحاد العام»، وهنا يكمن بيت القصيد؛ ومربط الفرس لأن هذه العبارة وحدها كافية لتكشف ضحالة الفهم القانوني وسطحية التحليل.

فلو كان هذا النظام الأساسي موجودًا ومعتمدًا فعلًا:
• لماذا لم يشارك اتحاد الخرطوم في الجمعيات العمومية لبورتسودان ومروي وغيرها؟
• ولماذا ظلّ خارج منظومة التصويت طوال السنوات الماضية؟
• ولماذا يصمت نائب الرئيس كل هذه المدة ليعلن فجأة عن “نظامٍ سري” لا وجود له في السجلات؟ هذا على سبيل المثال ولا اريد ان افند ما جاء في المقال وأثبت كذبه وادعاءه
فهذا يكفي ويفضح غباء من صاغه
ولكن لا مانع ان نسأل بعض الاسئلة وإنها أسئلة لا يجيب عنها سوى المنطق، والمنطق يقول ببساطة:
إن هذا الكلام ملفّقٌ ومختلقٌ ومشتولٌ زراعةً إعلامية رديئة!
وإن الخطاب نفسه يفضح كاتبه قبل أن يفضح موضوعه؛
فمن يقرأه يلحظ ركاكة الصياغة، وسوء التراكيب، وتناقض الجمل، وفقر الفكرة.
كاتبٌ يعاني من فقرٍ في الحجة وضيقٍ في الفهم، فخلط بين المعلومة والتخمين، وبين الخبر والرغبة.
وليس غريبًا أن يأتي مثل هذا الخلط ممن ظلّ طوال تاريخه الإعلامي يدور في فلك الادعاء دون أن يخطّ لنفسه سطرًا واحدًا من الصدق أو المهنية.
أما نحن، فنعلم أن الوعي القانوني لا يُشترى بالهوى، ولا يُستعار من المجهول،وإنما يُبنى بالمعرفة والممارسة.
والاتحاد العام لا يعتمد الأنظمة بالشائعات،ولا يتعامل إلاّ بموجب الضوابط واللوائح التي يعرفها من خبروا العمل الإداري حق المعرفة.هكذا يجب ان يكون الأمر
وقبل الختام :-،

نقول كما قال أهلك العرب:

إذا تكلّم المجنون، فالمستمع عاقل.
والجن بداوى كعب الإندراوى

      والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..