وسط الرياح

العضوية المريخية

عدد الزيارات: 29
474

أبو بكر الطيب

الشفافية الغائبة والريبة الحاضرة

في كل مرةٍ يهدأ فيها غبار الأزمات داخل نادي المريخ، تولد أزمة جديدة من رحم الغموض.
كأننا كُتب علينا أن يعيش بين فصولٍ متتابعة من التساؤلات التي لا تجد إجابة.
وملف العضوية في المريخ هو المشهد الأكثر ضبابية في هذا المسلسل الطويل من الغموض الإداري، إذ تحوّل من بوابة لتنظيم الصف المريخي إلى ساحةٍ مفتوحةٍ للاتهامات، ومنصةٍ يتبادل فيها البعض سهام النقد والتشكيك.
ورغم أن الجدل في جوهره ظاهرةٌ صحية تعبّر عن حيوية الفكر الرياضي، إلا أنه هذه المرة يكشف عن غيابٍ مقلق للشفافية، خصوصًا بين لجنة التسيير ولجنة العضوية.
فالأخيرة تعمل وسط غموضٍ مطبقٍ دون توضيحٍ للنظام الأساسي الذي تعتمد عليه أو الخطوات المتّبعة في إدارة عمليات التجديد واكتساب العضوية.
إن تعدّد الأحاديث عن وجود أكثر من “نظام أساسي” داخل النادي يعمّق الريبة ويفتح الباب أمام احتمالاتٍ لا تخدم الاستقرار التنظيمي،
ويجعلنا أمام سؤالٍ مباشر:
لماذا لم تُعلن لجنة التسيير بوضوح عن المرجعية القانونية التي تحكم هذا الملف الحيوي؟
العضوية الإلكترونية…
الرفض الذي يثير الأسئلة
أما التحفّظ على تطبيق العضوية الإلكترونية، فهو لغزٌ آخر في هذا المشهد المضطرب.
فمن غير المنطقي أن تُعجز التسيير عن تمويل مشروعٍ تقني بسيط لا يكلف مالاً بينما تُنفق المليارات في سوق الانتدابات الموسمية.
إذن فالقضية ليست مالية كما يُشاع، فهي أقرب إلى سياسة تحفظٍ متعمّد تحت شعار “التوقيت غير المناسب”.
لكن من يخشى الشفافية، لا يخشى المال ولكنه يخشى الوضوح.
فالعضوية الإلكترونية تكشف الحقيقة كما هي، لا كما يريدها البعض أن تُرى.
هي نظامٌ لا يقبل “المجاملات”، ولا يسمح بإضافة الأسماء الموسمية، ولا يُتيح التلاعب في قوائم الأصوات.
هي ببساطة، ميزان العدالة الذي يفرّق بين العضو الحقيقي ومن وُلدت عضويته في موسم المصالح.
الخوف من الضوء… أخطر من الظلام
إن من يرفض الشفافية يخشى النور أكثر من الظلام،
ولذلك فإن تردّد لجنة التسيير في هذا الملف لا يمكن تبريره، لأن العمل العام لا يُدار بالانتقائية؛
فإما وضوحٌ كامل، أو غموضٌ كامل لا يُخفي إلا الريبة.
إن ما بُني على باطلٍ سيبقى باطلًا مهما تلألأ في واجهة الأضواء،
وأي مجهودٍ لا يقوم على قاعدة قانونية صلبة هو مجهودٌ ضائع،
سيجد نفسه في نهاية الطريق على رفّ التاريخ حيث تُلقى كل المشاريع التي غابت عنها النزاهة والشفافية.
ولأننا نؤمن بأن الحق لا يُخشى من الضوء،
فإننا نُطالب لجنة التسيير بإعلان كل تفاصيلها للملأ — أي نظام تتبع، وكيف تُدار العضوية، وما الخطط المستقبلية لضمان عدالة المشاركة؟
فالاستحقاق الحقيقي ليس في كثرة التصريحات،وإنما في صدق الشفافية أمام جماهير المريخ،
التي ظلت تنتظر إصلاحًا حقيقيًا لا “نظامًا موسميًا” تُدار به القضايا من وراء ستار.

    أهلك العرب قالوا:

الحق لا يُخشى من الضوء، إنما يخشاه من اعتاد السير في الظلال
في المريخ الشفافية والنظام الأساسي لهما نفس المعنى

       والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..