وسط الرياح

التسيير خارج النص

عدد الزيارات: 33
474

أبو بكر الطيب

مازال جمهور المريخ ينتظر عملاً يليق بنادٍ هو الأكبر جماهيرًا والأعمق تاريخًا، فكان العشم في لجنة التسيير وهي تقود مبادرات تختصر حال النادي في التكريمات والمبادرات الرياضية مع قدامى اللاعبين، فقد أخرجت قرارات دون تمحيص… وبروتوكولات بلا روح… وتكريماً خارج قواعد اللعبة.

فقد أعلنت اللجنة – وبكامل هيئتها وعضويتها التنفيذية – عن تكريم اللاعب هيثم طمبل في القاهرة ضمن برنامج “التواصل مع قدامى اللاعبين”.
والسؤال الذي طرحه الجميع ببراءة ودهشة:
لماذا طمبل؟ ولماذا الآن؟ ولأي معيار تم هذا التكريم الرسمي الثقيل؟
قاعدة يعرفها الصغار… وتجهلها اللجنة:
يُكرّم اللاعب الذي أنهى مسيرته داخل النادي، لا الذي ختمها في الجهة المنافسة.
طمبل لعب للمريخ، نعم… لكن مشواره انتهى في الهلال، حمل شارة الهلال، نال عضويته، وشارك في رابطة مشجعيه في قطر.
فأي منطق يجعل لجنة التسيير تحتفل به رسميًا باسم المريخ؟
هل هذا جهل بالعُرف؟ أم مجاملة شخصية؟ أم رغبة في صناعة “حدث” بأي طريقة ولو على حساب الإرث والقواعد؟
المشكلة ليست في طمبل… المشكلة في الرسالة.
لا أحد يعادي طمبل كلاعب، ولا أحد ينكر أنه خدم المريخ، لكن الرسالة جاءت ملتبسة… مزعجة… لا تشبه السياق ولا التوقيت.
كلمة في حق من لا يطلب شيئاً… الكابتن زيكو
وفي زحمة هذا الاضطراب في بوصلة التكريم، يغيب عن اللجنة رجلٌ لا يحتاج إلى دعوة ولا بيان ليُعرَف قدره: الكابتن زيكو.
رجلٌ حمل المريخ في قلبه قبل أن يحمله على كتفه، وظلّ — إلى اليوم — يقدم للنادي بلا ضجيج ولا مِنّة، يعمل داخل اللجان وخارجها بروحٍ أكبر من الألقاب وأصفى من أي حسابات.
وإن كان التكريم في العرف يبدأ بأصحاب البيت قبل الضيوف، فمن باب أولى أن يبدأ بمن هو داخل البيت الآن…والزاد لو ما كفى ناس البيت حرم على الجيران
زيكو يجلس بينكم… يخدم ناديه… ويملك من التاريخ ما يكفي ليكون هو أول المُحتفى بهم.
لكن هذه اللجنة — التي تتذكّر البعيد وتنسى القريب — تجاوزت رجلاً هو أوثق صلة بالمريخ من كل بروتوكولاتهم، وأرسخ حضوراً من كل صورهم.
زيكو لا ينتظر تكريماً، لكن النادي هو الذي يحتاج أن يتذكّر رجاله الحقيقيين… لأن الوفاء يبدأ من الداخل، ثم يمتد للخارج.
فقط أين أمير دامر؟ أين راجي؟ أين عجب؟ أين بلة جابر؟
في القاهرة نفسها يقيم عدد من أعمدة المريخ وتاريخه: أمير دامر… راجي… بلة… والعجب… أسماءٌ كان ينبغي أن تكون في مقدمة أي مبادرة تتدثر بثوب الوفاء.
إن كان باب التكريم قد فُتح…
فليُفتح للجميع… لا وفق العلاقات الشخصية ولا المجاملات المؤسفة.
المكتب التنفيذي… أين كان عقلكم؟
فالخطأ لم يأتِ من لجنة التسيير وحدها؛ المكتب التنفيذي شارك وحضر وبارك… ليصبح التكريم قراراً كاملاً، لا شططاً ولا زلة.
المريخ… الأغنية التي لا تنتهي.
كلما قلنا انتهت الفوضى… خرجت علينا اللجنة بشيلة جديدة تعيدنا للمربع الأول.أب

      وأهلك العرب قالوا:

“العندو قرش محيّرو… يشتري حمام ويطيّرو.”
وما أكثر من يحتارون اليوم في مريخنا، فلا يعرفون أين يصرفون جهدهم… فيطير الجهد، ويطير معه المنطق.

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..