متلازمة الفشل!
خالد تاج السر
* نهاية طبيعية لطرفي القمة في المنافسات الإفريقية، ومن كان يأمل في أكثر من ذلك فهو كمن يتمنى صيد سمكة من بحرٍ فارغ.
* خروج متكرر بسيناريو واحد طوال السنوات الماضية، يعاد ويكرر من جديد في العام الذي يليه، مع هوجة تسجيلات المحترفين ودق طبولهم في الإعلام على حساب أحلام المشجع البسيط، لتكرار نفس النهاية، ومحلك سر!
* 1970 – 1989 تاريخان للإنجازان اللذان لا نملك سواهما، على امتداد مسيرتنا الرياضية على مستوى الأندية والمنتخبات، لكأس الأمم الإفريقية وكأس مانديلا، وخلاف ذلك ليس سوى فشل ذريع متكرر، لذلك أعتقد أنه قد آن الأوان ليتوجه جميع المهتمين بالشأن الرياضي، من مدربين وإداريين وقدامى لاعبين ووزراء رياضة وإعلام رياضي حر، نحو إقامة مشروع وطني رياضي، يرتكز على مناقشة أسباب هذا الفشل على مستوى كرة القدم وبقية الانشطة الرياضية، مع التركيز على كرة القدم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية علي مستوى السودان، والجلوس في مؤتمر جامع والخروج منه بتوصيات تشكل ملامح خارطة الطريق، للتوصل إلى حلول يمكنها أن ترفع من مستوى كرة القدم والأنشطة الرياضية الأخرى، والإستعانة بالخبرات الأجنبية الفنية والإدارية، لإعادة صياغة شكل الخارطة التنافسية لجميع منافسات الدرجات، مع التركيز بشكل أساسي على شريحة الناشئين والبراعم والشباب، لأنهم عماد نجاح أي مشروع قادم.
* استبشرنا خيرًا بدخول رأس المال العربي للاستثمار في الرياضة السودانية، من خلال الرئاسة الشرفية لطرفي القمة، ونحن لا نريد منهم حلول لعلاتنا الحالية على شاكلة تسجيل المحترفين أو صرف الأموال دون خطط وبرامج ومشاريع واضحة، بل نريد منهم حلول جذرية للأمراض المزمنة في الكرة السودانية، والذي يتم بإنشاء أكاديميات ضخمة مصحوبة بخبرات اجنبية، لتكون الأساس المتين التي تنطلق منه نهضة الكرة السودانية، فنحن لا نطلب منهم محترفين لعام أو عامين، بل نطلب إنشاء أكاديميات وبنية تحتية مستديمة، وهكذا تكون الاستفادة من رؤساء الشرف، بأن تكون نظرتنا للأمور مستقبلية طوال فترة رعايتهم، ولكن مع الأسف فقبل حلول موعد تنفيذ هذه الأمنيات، لكنهم ذهبوا بسبب البيئة الغير صحية المحيطة بالعمل الرياضي في السودان.
* تحقيق هذه الأمنيات، لا يتم إلا بعد تكاتف أهل الرياضة من اتحادات وأندية وزراء شباب ورياضة، للخروج من دوامة الفشل المستدامة على مستوى كرة القدم أو غيرها، والخروج من جلباب عصبية الأندية إلى نطاق أوسع، لنستطيع النهوض بمستوى كرة القدم لدينا، وخلاف ذلك فإننا نكون كمن يحرث في البحر وينتظر حصد الثمار.
* سيتواصل تقدم الدول من حولنا، بينما لا نزال نحن في محطة الفرح لهزيمة منافسينا، أو السخرية منهم حال خروجهم من المنافسات، مع أن واقع الحال يقول بأن علينا السخرية من أنفسنا نحن، لأن فشل طرفي القمة في التأهل من مجموعاتهم، يبين ما وصلنا إليه على مستوى أندية القمة على نطاق المنافسات الإفريقية.
* ونتمنى من الأخ وزير الشباب والرياضة الاتحادي، محاولة النجاح فيما فشل فيه الوزراء السابقون، بخصوص الدعوة للمؤتمر الرياضي الشامل، لمناقشة هموم الحركة الرياضية في السودان، والاستفادة من خروج السودان من العزلة الدولية باستقطاب الدعم للمشاريع الرياضية، فهلا التقطت زمام هذه المبادرة أخي الوزير؟
* ورمضان كريم وكل عام وأنتم بخير.