وسط الرياح

المنتخب…هزيمة إدارية قبل الفنية!!

عدد الزيارات: 3
ابو بكر 3

أبو بكر الطيب

هزيمة الاتحاد السوداني إداريا قبل هزيمة المنتخب ميدانيا ؛
ثلاثية نظيفة أمام الجزائر، قد تبدو على الورق هزيمة قاسية، لكنها في ميزان الواقع كانت هزيمة متوقعة، ومعلومة وإن ما جرى داخل الملعب لم يكن سوى النتيجة الطبيعية لما هو أسوأ خارجه.
فالمنتخب السوداني لم يخسر المباراة فقط، وإنما خاضها وهو مثقلٌ بتراكمات إدارية، وصراعات مكتومة، وإهمالٍ مكشوف، انفجرت كلها في توقيتٍ قاتل.
الهزيمة المباشرة… عنوانها الإهمال من الاتحاد السوداني
بعيدًا عن التحليل الفني البارد، فإن سبب هزيمة الأمس المباشر لا يحتاج كثير عناء:
منتخب يدخل مباراة بهذا الحجم، فيما قمة هرمه الإداري تعيش خلافاتٍ مفتوحة، وتبادل اتهامات، وصراع نفوذ، لا يمكن أن يكون في كامل تركيزه أو توازنه.
اللاعب لا يعيش في فراغ، ولا يرتدي “قميص العزل الحراري عندما يدخل الملعب.
ما يرشح في الإعلام، وما يُتداول في المجالس، وما يتناقله الجهاز الفني والإداري، يتسرّب تلقائيًا إلى غرفة الملابس، ثم إلى العشب، ثم إلى النتيجة.
كيف ينافس منتخب… واتحاده تحت الحصار وتحت الضغوط النفسية المتزايدة ؟
السؤال الأكثر قسوة، والأكثر منطقًا:
كيف ننتظر نتائج إيجابية، واتحاد الكرة يعيش تحت وطأة (29) بلاغًا قانونيًا؟
(29) بلاغًا…
ليس رقمًا عابرًا، ولا حادثة هامشية،إنها أكبر موجة ملاحقات قانونية تضرب اتحادًا رياضيًا في تاريخ البلاد.
بلاغات من قمة الهرم، مرورًا بأجهزة العدالة، وصولًا إلى النيابة العامة.
تسونامي كامل، لا يترك حجرًا إداريًا في مكانه.
هل يُعقل أن تعمل منظومة رياضية وهي محاصَرة بالتحقيقات، والملفات، والاستدعاءات، والاتهامات؟
هل يمكن لعقلٍ إداري منشغل بالدفاع عن نفسه قانونيًا، أن يُخطط لمعسكر، أو يُتابع إعدادًا، أو يُحصّن منتخبًا نفسيًا؟
الملعب لا يكذب
ما شاهدناه داخل الملعب كان انعكاسًا صادقًا لهذا الواقع:
اهتزاز وتوتر، وأخطاء ساذجة، طرد مبكر، وانهيار تدريجي.
وكأن المنتخب دخل المباراة وهو يشعر – لا شعوريًا – بأنه يدافع عن جسدٍ مريض، لا عن مشروع وطني.
المنتخبات الكبيرة قد تخسر، لكنها تخسر وهي متماسكة.
أما نحن، فنخسر لأن الأساس نفسه متصدع.
كرة تُدار بالعقل… لا بالبلاغات
كرة القدم الحديثة لا تُدار بردود الفعل، ولا بالأزمات، ولا بالحلول الإسعافية.
هي مشروع يحتاج إلى استقرار إداري، ونقاء مؤسسي، ووضوح قرار.
وما دام اتحاد الكرة يعيش حالة طوارئ دائمة، فإن أي حديث عن نتائج، أو تطور، أو منافسة، يصبح وهما إعلاميًا لا أكثر.
لا تظلموا اللاعبين
إن أقسى ما في المشهد، أن يُترك اللاعب في الواجهة ليتلقى اللوم وحده.
بينما الحقيقة تقول إن اللاعب هو آخر حلقة في سلسلة فشل طويلة.
سلسلة تبدأ من الإدارة، وتعبر عبر التخطيط، وتنتهي عند صافرة الحكم.
وقبل الختام :-
الجزائر لم تفز علينا فقط لأنها أفضل فنيًا،
الجزائر هزمتنا لأننا دخلنا المباراة ونحن منهكون إداريًا، مشلولون ذهنيًا، ومحاصرون قانونيًا.
الهزيمة لم تبدأ مع الهدف الأول،
الهزيمة بدأت مع أول بلاغ، وأول خلاف، وأول قرار أُجّل، وأول ملف تُرك بلا حسم.

   واهلك العرب قالوا:

إذا كثر الخصام، ضاع النظام… وإذا انهارت القمة، تهاوى البناء.
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تُنادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في رمادٍ

          والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..