الرأي

خروج متوقع

صوفي أبو سمرة

* خرج المريخ من تمهيدي كأس الملك سلمان للأندية العربية، كما خرج قبلها من مجموعات الأندية الأبطال الإفريقية، بذات السيناريو الحزين ولنفس الأسباب الفنية والإدارية.

* فقد المريخ فرصة التأهل من مباراة الذهاب، التي كسبها بهدفين مقابل هدف كنتيجة مفخخة، تحتاج لأن يتم التعامل مع حيثياتها بإعداد ورؤية فنية خاصة، لتجاوز عقبة هدف المنافس في مرمى المريخ على أرضه، وللأسف لا المدرب استطاع توظيف قدرات لاعبيه، ولا اللاعبين أنفسهم قدروا المسؤولية ووضعوا في حساباتهم أهمية تلك المباراة، وحافظوا على هيبة شعار واسم المريخ في المنطقة العربية بأكملها.

* كالعادة بدأ ريكاردو المباراة بالحشد البرازيلي، الذي أصبح فرض عين على تشكيلة المريخ، على حساب أي لاعب آخر مهما كان قادرًا على صناعة الفارق.

* أدى الفريق الشوط الأول بأكمله، وليس هناك ما يشير إلى أن الذي ينازل الفريق السوري هو فريق المريخ العريق، الذي لا يقارن بحال من الأحوال مع تشرين السوري، مع يقيننا أن هذا الكلام لا يجدي نفعًا في كرة القدم، فالأسماء والتواريخ لا تلعب مع أصحابها والتنافس الميداني لا يعرف سوى البذل والعطاء على عشب المستطيل الأخضر.

* خسر المريخ الشوط الأول أداءً ومظهرًا ونتيجة، فالأطراف والدفاع لم يكونا بالفاعلية المطلوبة، ولم يكن هناك بناء للهجمة من الخلف لدعم منتصف الميدان، ولم يكن هناك تنظيم واضح ولا خطة أداء مقيدة، وكانت هناك سلبيات عديدة في كل مراحل المباراة من كل الخطوط، عدا الحارس محمد المصطفى الذي لا يسأل عن الهدف مطلقًا.

* عجز المريخ من الوصول لمرمى المنافس، فانعدمت خطورة الهجوم المريخي عدا الدقائق العشرة الاخيرة، التي بدأ فيها المريخ بالتحرك الإيجابي، وأظهر الفريق شيئًا من العمل الجماعي في بناء الهجمات، بعد تقدم كرشوم وصلاح نمر بشكل كبير لتفعيل خط الوسط ودعم خط الهجوم.

* أصر المدرب ريكاردو على مشاركة مواطنيه خاصة رفائيل، الذي كان خصمًا على المريخ ببطئ الحركة وأخطاء التمرير بالجملة.

* انتهت المباراة بخسارة المريخ أمام تشرين السوري، الفريق الذي لا يمكن أن يكون منافسًا للمريخ، لولا أن المريخ كان ينافس نفسه في السوء، والفريق السوري عرف كيف ينظم ألعابه وينضبط تكتيكيًا، وسجل هدف من خطأ لا يغتفر للبرازيلي الذي كان عبئًا على الفريق، ولو كان الخطأ على حساب خانة عمار طيفور.

* بعدها حافظ تشرين على تقدمه حتى نهاية المباراة، وكان العقم الهجومي الذي لازم المريخ مؤخرًا واضحًا طوال المباراة، والذي اتضح منذ النتيجة الغير جيدة لمباراة الذهاب، حيث أن 2 – 1 للمريخ تعد من أسوأ النتائج، في حسابات مباريات الحسم ذهابًا وإيابًا.

* فرط المريخ في حظوظه للتأهل منذ المباراة الأولى، ورمى الكرة في ملعب تشرين السوري، فالمدرب العقيم فكريًا ريكاردو لم يعمل على تحضير اللاعبين بدنيًا وذهنيًا بالشكل المطلوب، ولا وضع التشكيلة ولا خطة اللعب الأنسب، وريكاردو مدرب معروف فقره في خطط العودة وأشواط الحسم، والظفر بنتائج المباريات المؤهلة لأدوار أعلى.

* لم تُجدي التبديلات التي دفع بها ريكاردو في الشوط الثاني، نعم تحسن شكل الأداء قليلًا، لكن لم تكن هناك نجاعة في الهجوم، ليتم بها إحراز أهداف ومعادلة النتيجة ثم التأهل.

* لم يكن اللاعبين بالمستوى الذي يجعلهم على قدر المسؤولية عدا “الجزولي نوح”، الشئ الذي يجعلهم يؤدون بروح الشعار ليكسبوا نتيجة المباراة، التي لم ينافسهم فيها سوءً إلا مدربهم ريكاردو، الذي خدمه القدر والحظ بأن يكون مدربًا للمريخ من جديد بعد مضي أكثر من عقد من الزمان، حينما قدم ريكاردو تجربة سيئة أضاع فيها على المريخ وقتها تأهلًا كان في المتناول، لنصف نهائي الكونفدرالية في الموسم 2012.

* البرازيلي مدرب بعقلية متكلسة لا يستفيد من تجاربه، ولا يجيد التعامل مع مجريات الأحداث ولا مطلوبات المباراة ولا يتطور أبدًا.

* ظل ريكاردو في كل مباراة، يدفع بمواطنيه الأربعة العجزة العاجزين رغم كل شئ، على حساب عناصر جيدة ظلت حبيسة الكنبة، وربما لو تم وضعها في التشكيلة منذ انطلاقة المباراة لصنعت الفارق.

* ما حدث بالأمس، يُسأل عنه كل لاعبي المريخ الذين لم يقدموا ما يشفع لهم، ولم يُسخِّروا خبراتهم التراكمية لتجاوز الفريق السوري، وبالطبع لا نعفي المدرب ريكاردو وقبلهم جميعًا القطاع الرياضي، الذي جاء بريكاردو من عمق العطالة لإدارة المريخ، والتي تصر على استمراره بعد كل ما يقدمه من سوء، رغم تأكدهم بما لا يدع مجالًا للشك، بأن هذا هو كل ما يملكه البرازيلي من فكر تدريبي وليس لديه شيء يقدمه للفريق، وأنه مدرب أقل قامة من أي فريق في الممتاز، ناهيك عن المريخ النادي الكبير.

* دروس وعبر مُهداة من مجموعات الأبطال الإفريقية لا يستفيد منها أحد، والإدارة بعيدة كل البعد عن الفريق ولا تدري ما الذي يدور في كواليس الفريق، ولا كيف يدير المدير الفني العقيم أمور الفريق، ولا كيف يتعامل مع عناصره المحليين الذين لا يعرف عن إمكانياتهم شيء، فكل همه تواجد مواطنيه في التشكيلة وبعدها فالتحرق روما بما ومن فيها.

* الإدارة تصم أذنيها عن ملاحظات جماهير المريخ والمتابعين والفنيين حول أداء المدرب، وبالتالي تراجع مستوى الفريق بهذه النتائج الكارثية، فلا تحاسبه بل تصر على استمراره حتى نهاية الموسم، الذي باتت معالمه واضحة لكل ذي بصيرة.

* أسفي على جماهير المريخ التي ترفع من سقف طموحاتها كل حين، لكنها تعود وتعض أصابع الندم والتحسر من جديد، وأشد الأسف على الجالية السودانية بجدة، التي نصبت مهرجانات الاستقبال وأحسنت الإحتفاء بالزعيم في أرض الحجاز، وتدافعت حشود الصفوة من كل أنحاء المملكة، متحملين وعثاء السفر في ظروف رمضانية يعلمها الجميع، آملين أن يعودوا بفرحة التأهل للدور المقبل كوضع طبيعي لفريق بقامة المريخ، من أمام تشرين السوري الذي أعطى وبذل وتقدم، وعمل كل ما في وسعه للحفاظ على تقدمه ليستحق التأهل، مقدمًا لنا أعظم درس وهو أن كرة القدم لعب ونتيجة وليست أسماءً وتواريخ.

* من يقنع القطاع الرياضي، بأن اسم المريخ فكرة عظيمة تدور حول فريق كرة القدم فقط، وإذا انهار فريق كرة القدم فلا يصبح هناك معنى أو مبرر لأي عمل آخر يقومون به، ومن يقنعهم بأن كرة القدم صناعة تقوم على مدخلات ومعينات كما الصناعات التحويلية تمامًا، يلزمها مدير فني فذ خبير ذو سيرة ذاتية محترمة، يسعى لصناعة أمجاده الشخصية بتحقيق البطولات الكبرى مع الأندية الكبيرة مهما ارتفعت قيمة عقده، ومن المعينات الأساسية أيضًا استجلاب محترفين أجانب بمواصفات فنية مهولة، يصنعون الفارق بجانب أفضل العناصر المحلية في الساحة، تحت إدارة رشيدة وقطاع رياضي محترف يمتابع كل صغيرة وكبيرة.

* غير ذلك سيكون الحال كما هو عليه الآن، خروج مذل ومتوقع من المحافل الدولية والمحلية على حدٍ سواء، والوضع لن يستقيم مع إدارات تريد إدارة هذا النادي الكبير جدًا بما تيسر من الخيارات.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..