رسالة في بريد الإدارة
صوفي أبو سمرة تكتب لـ “الصّفوة”
المريخ نادي جماهيري بالمقام الأول، وفريق الكرة فيه يمثل النواة، التي يدور حولها كل مكوّن من مكونات مؤسسة المريخ الاجتماعية الرياضية الثقافية.
وهذه الجماهير تتفاعل بالرضا والسخط مع كل ما يدور في فريق الكرة، يحركها عشقها الكبير لأن ترى فريقها في مصاف الأندية الكبرى، خاصة وأنه من الأندية العريقة في المنطقة، وأنه صاحب تاريخ تليد وإنجازات عظيمة داخليًا وخارجيًا، لم يسبقه عليها أي نادي آخر في البلاد، وعليه لن ترضى هذه الجماهير ولن تقنع من الغنيمة بالإياب، وهي الجماهير التي عاصرت إدارات فخيمة وعصورًا ذهبية، وعاشت أيامًا خالدات في حضرة الزعيم، الفريق الذي كان له صولات وجولات وبطولات، والذي عوّدها على صناعة الفرح، وجلب الانتصارات من أدغال إفريقيا ومن عمق ديار العرب، متوجًا بالذهب متوشحًا بالأوسمة.
فنادي مثل المريخ لن ترضى جماهيره أن تعود لتبدأ من الصفر، مع إدارات هزيلة جاءت في الزمن الخطأ وبالطريقة الخطأ، لتدير المريخ وتسير به في طريق القهقرى والعودة إلى ما وراء التاريخ، فالمريخ النادي الذي بدأ عملاقًا يعود ليتقزم، مع إدارات أقل قامة تعاقبت عليه في غفلة من الزمن ومن أهله.
صحيح لا المشجع يقوم مقام الإداري، ولا الإداري يتعامل مع المعطيات بعقلية وعاطفة المشجع، ولكن ما إن تتعالى الأصوات منددة بالنهج الإداري كله أو بعضه، فذلك يعني أن هناك قصور فعلي بائن وله نتائج سلبية ملموسة ومؤثرة.
فالإدارة الرشيدة الطامحة لتجويد العمل والارتقاء بأدائها، ستستمع حتمًا لصوت الجماهير، وتعود لتجلس مع نفسها لتقييم الأداء في كل الفترة الماضية والحاضرة، وتعترف بالقصور وتعمل على تصحيح الأخطاء، فليس عيبًا أن تعترف بأخطائها وتعمل علي جبر الضرر وتصحح المسار، ولكن العيب هو أن تستمر في الخطأ، رغم إدراكها أن ما تقوم به من سياسات لا يخدم الفريق ولا يحقق النتائج المرجوة.
فصم الآذان لا يقيم معوجًا، وتكميم الأفواه لا يغض الطرف عن الفشل الإداري الذي لازم المجلس منذ البداية.
وطالما هناك منابر حرة ومنصات لكل فئات شعب المريخ، لينطلق منها معبرًا عما يشاهد ويتابع متفاعلًا بكل عفوية وصدق، مع كل ما يدور في أروقة النادي، فسوف تتعالى الأصوات منددة أو مؤيدة وتتوالى الانتقادات.
فالأسلم لكل مجلس إدارة، يريد أن يقدم تجربة إدارية مرضية لحد كبير، أن ينتهج تقييم الأداء وتصحيح الأخطاء والإستعانة بخبراء، من مجالس شورى ولجان فنية، وحتمًا سيُحسَب له الاجتهاد ولا يحاسَب على التقصير، الذي يأتي عفوًا ورغمًا عن كل التدابير المتبعة، فليس هناك عمل كامل بنسبة مئة بالمئة، وأي عمل لابد من أن تلازمه بعض السلبيات،
كما ليس من حق القلة القليلة التي لا ترى في هذا المجلس ما يعيبه، أن تُملي علي الغالبية رأيها وتفرض رؤيتها الخاصة.
فكل من ينتسب لهذا الكيان الكبير، له الحق في أن يعبر عن رأيه كلٌ من موقعه، طالما كان ملتزمًا بأدب النقد في غير إساءة ولا تعدي.
* اللهم أنصر قواتنا المسلحة.
* اللهم أمِّن بلادنا وسلِّم أهلها.