ما طار طيرٌ وارتفع إلّا كما طار وقع!!
أبو بكر الطيب
هذه سنة الله في طيره، كلما ارتفع طير أبعد من مداه سقط ووقع، وكما نشاهد الآن فإن هناك طيور بدأت في السقوط والفناء، وكان عامل الزمن هو الفيصل، فهذه الطيور كسبت الزمن في التحليق والطيران لكن بلا فائدة.
يا حسرة على طيرانهم الراح ملوص.
إن المطالب تتحقق بالصبر، والعزيمة مع الله والعباد للوصول للمرتجى، ولكن الويل لمن نزلت بساحته المنايا فلا أرض تقيه ولا سماء.
إذا نزل القضاء وبشّر بقدوم عهدٍ جديد، ضاق الفضاء على كل طبال مستفيد.
وبقدر الجهد والبذل تكتسب المعارك، ويكون الفوز ويأتي التغيير المرتجى، من أراد التغيير سهر الليالي، ومن رام مريخًا معافىً ماردا، وصل الشمس وحاك خيوطها سببًا لآماله وتعلقا، لا يتحقق النجاح بالاعتماد على الفاشلين، ممن أضاعوا عمرهم في طلب المحال فسقطوا في وحل نفوسهم، وما يعيبها لو تعرض المريخ للتأخر عن الركب، لأسباب مصطنعة أقعدته عن السباق فسيعود بلطف من الله، ويهطل في أرضه اليابسة أمطار الخير والبركة في عهده الجديد، لأن دوام الحال من المحال، إن الذين صنعتهم الظروف أو رفعت من شأنهم الأقدار، وقبلها كانوا نسيًا منسيا، ثم وضعتهم في مواقع مرموقة يحسدون عليها، فكان من واجبهم المحافظة عليها بالتواضع مع الغير، وعدم التكبر على من هم أكبر منك بكثير، واحترام عقول الناس ومقاماتهم والابتعاد عنّ الإضرار بالناس.
إن من أسوأ أنواع الظلم هو العدالة المفتعلة والمصطنعة، وإذا كانت العدالة مفتعلة فيحق للظلم أن يتبختر ويقدل لكنه حتمًا سيسقط، كما سقط ذلك الطائر الذي ارتفع أبعد من حدود امكانياته.
وأهلك العرب قالوا:
إن قاموس النجاح، لا يعتمد على من كان قصيرًا في قامته منغمسٌ في ذاته، لا فكر ولا رأي وعاجز قولًا وفعلًا.
والله المستعان.