النّجم الثّاقب

النخبة النميرية وإدمان الفشل

د. طارق عوض سعد

كالسيل الهادر من علٍ .. لا زال الثور الأقرن يعبث بمستودع خزف الآباء والأجداد.. يهز حتى جذوع المئة عام هي عمر المريخ المديد..

تفتقت ذهنية أمير النخبة الفاشلة وأصدرت صحيفة المريخ..
ومن عجب أن أولى لطمات ملطم البلاشفة الجدد.. وعلى الرغم من أن البوق المأمول منه الدفاع عن الأحمر الوهاج..
بيد أنه قضى بضربته القاضية البلشيف الأكبر.. حين استنطقه عن موارد الإعاشة المفترى عليها.. مما حدا بالأخير زهوًا أن يقول “هأنذا أنا الذي أدفع”..

ولعل راعي الضان في الخلاء يدري أن الإخوة في لجنة المسابقات بالاتحاد الموريتاني.. هي سيدة القول الفصل.. وفق قراءات الأحرف الأولى للاتفاق الذي سبر غور حدوتة الإعاشة..

إدمان الفشل لدى النميريون ليس غناءً عابرًا يعدو به الريح..
فالرجل مجيد في استبطاء حدة الألم.. عبر تجريف لحاءات النجم على أقل من مهل هفيف السلحفاة..

إذ لم نستدرك ونستوعب ردة الفعل الموريتاني المتوازنة.. فإذا بالأسمر النحيل موسى كانتي قاب قوسين أو أدنى من الرحيل..
لن تنطلي علينا ثانية ادعاءات مرجفي النخبة.. إن النجم قد رحل خلسة..

“هدااااااا الديك بعوعي وبصلتو قيد التحمير”..

إن الأَمَر من المُر نفسه أن تعتاد الفشل حتف سكناتك وحركاتك.. اتكالًا على غطرسة جوفاء ورفاق يجيدون فن الصمت المريب..

والأقسى مرارة..
أن تسعى لتحقيق نتائج تحسب أنها الأنجع..
ثم تتفاجأ عبطًا بنفس النتيجة الخالية وهي الفشل المستدام..

تلك هي المعادلة النميرية في استعراض تجاربه في حقل المريخ.. الذي قام بتجريفه عبر بيع اللاعبين وآخرهم الموهبة موسى كانتي..

المريخ وإن تقزّم بفعل بعض الفاشلين الأدعياء..
لن ينقص من اسمه وتاريخه قيد أنملة..
ثمة رجال يشعرون بحسس هذا الحريق..
يرون النجم مَهما خَبا..
فإن بوسعهم إشعال أواره وإعادته سيرته الأولى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..