إياك أن تنطفئ.. فما ذنب الذين اتخذوك سراجًا لهم في حياتهم؟
د. طارق عوض سعد
أعلم جيدًا حجم الإحباط الذي تمدد وتسرطن وتسربل أردية الديار الحمراء..
جراء مغول وطاعون العصر الجاثم على صدر النجم الأحمر..
ولكن.. ينبغي ونحن في خضم هذا الخفوت الملعون..
إياكم وحِذركم من الانطفاء ..
فالأجيال القادمة تنظركم الآن حاضر المريخ على الرغم من ظلمته..
ومستقبله الزاهر..
وإن غدًا لناظره قريب..
ترونه بعيدًا..
وأراه قريبًا..
كلما احتدم الوغى وخارت القوى وتفشى اليأس وانتحر الأمل..
كلما تنامت في صدور الرجال الخلص عزائم الثبات والقيام..
ما يغري هذه الجوقة التدميرية التي تدير المريخ الآن..
في تخبطها الصريع دونما وازع أو حساب..
هو أس الصمت الذي نراه حكمة بينما يرونه عوز..
لن أدعي إنني الأعلم والأقدر على تشريح مساوئ هذا المسخ الذي نعيش..
كلنا عاصفين وعاكفين وناظرين إلى أي حد تشرذم المريخ.. حتى أصبح كجزر الأرخبيل في ركن المحيط الهادي..
أصبحنا بين ليلة وضحاها كالاسكتلندي الثمل وسط تقابة الدراويش.. حتى خال نمر الورق إن القوم قد استووا..
قوموا إلى صلاتكم..
ولكن حالة الاستثناء..
لا تقربوا الصلاة..
هكذا نحن لو انطفى منا البريق..
يظن قيصر القوم..
أن ابيضاض أسنان الليث مزية تنبي عن سكوت الرعية تجاه تفلتاته التي أوردتنا المهالك..
ولم يدري أن القلم المسنون الممزوج بالفكر والعقيدة الصحيحة أقوى وأمضى من قِواه التدميرية..
ثورة وإن طال السفر.