بادر وغادر أيها الرجل!!
أبو بكر الطيب
يستغل الرعاة عاطفة الأمومة عند بعض الحيوانات، فيصنعون من جلد مولودها الميت بوًْا لكي تدر اللبن، وهي حيلة لخداع الأم بابن محشو بالقش والتبن لكنه بلا روح، ليبدو كأنه حي ويعرضوه عليها عند وقت الحليب، فتشمه الأم وتشعر بالحنان وتعطف عليه فتدر اللبن.
وهذه الخدعة الماكرة يستغلها البعض لتحقيق مآربهم ومقاصدهم، إذ يختارون ضحاياهم بعناية فائقة من أجل الحصول على اللبن، الذي تدره الأم المخدوعة بابنها الميت، المحشو قشًا وتبنًا.
وبعد اختيار الضحية، يتم إفراغها من محتواها وأفكارها، ويتم حشوها بما يتوافق مع ميولهم ومقاصدهم، وبرمجتها لتنفيذ مخططاتهم وأجندتهم الخاصة.
وهذه الثقافة، أصبحت موروث رياضي معمول به في الكثير من الأندية، ولها طريقة أخرى غير الحشو، بوضع جلد رضيع الدابة المسلوخ على ظهر رضيع يتيم، لكي تألفه الأم المخدوعة برائحة جلد رضيعها.
والغريب في الأمر، أن للبو قوة تأثير عاطفية كبيرة على الأم، فبمجرد ما تشم رائحته تدر اللبن، وتلك الوسيلة الفعالة استغلها الرياضيون، كوسيلة لاستمرار تدفق الحليب الذي يتغذون عليه، لذلك أصبح للبو دور كبير في حياة المنتفعين الماكرين.
حتى صار مضربًا للمثل فيقال “رجلٌ بو”، ويضرب المثل على الذي يُستفاد منه ولا يستفيد.
وأهلك العرب قالوا:
أحيانًا يغلق أمامنا باب، لكي يُفتح أمامنا باب آخر أفضل منه في عهدٍ جديد.
لكن معظم الناس يُضيع وقته وطاقته، في النظر إلى الباب المغلق، بدلًا من الالتفات إلى باب الأمل الذي انفتح أمامه على مصراعيه.
والله المستعان