لماذا الخوف من المعارضة؟
محمد الطيب كبّور
حالة من الجدل وسط الأوساط المريخية، لمجرد الحديث عن مجموعة من المريخاب كوّنوا تنظيم، وقدموا مذكرة لمجلس إدارة نادي المريخ، تتضمن بعض المطالبات بشأن الوضع في المريخ، وهذا أمر يستحق الإشادة لا أن يتم تصنيفه في خانة المعارضة، ولا أدري على أي أساس تم تصنيفه على أنه معارضة، مع أن الأمر لا يتعدى كونه مطالبات بالإصلاح في عدد من الملفات، على رأسها فريق الكرة الذي يشهد تراجعًا غير مسبوق.
مطالبات بهذا الشكل ما هي إلا نبض الشارع المريخي، من الحادبين حقيقة على مصلحة النادي، وهي تستحق أن تفرد لها مساحة لنقاش ما جاء فيها، لا أن يتم وضعها في خانة الاتهام وإطلاق اسم المعارضة عليها، لأن واقع الحال في المريخ حقيقة يتطلب المناصحة لإصلاح حال زعيم وكبير الكرة السودانية.
المعارضة نفسها كمصطلح ظاهرة صحية، إذا كانت ممارستها من أجل البناء، والتبصير بمواقع الخلل لمصلحة الكيان، ولكن سمة الحكم المسبق على كلمة المعارضة جعلها غير مقبولة، على أساس أنها تهدم ولا تبني، وهذه نظرية غير صحيحة وافتراض باطل.
المعارضة التي يقودها ضمير واعي، تعمل من أجل التصحيح، وتقوم بدور رقابي يصنع تنافس كبير، يهدف إلى الوصول للتميز، لأن الطرف الآخر سيعمل على تلافي الأخطاء، تحسبًا وتفاديًا للوقوع في مواجهة محسومة مع المعارضة، التي حتمًا ستكون قد حددت مواضع الخلل.
المريخ في وضعه الحالي، يحتاج إلى إعلام واعي بضمير مهني، وكذلك يحتاج لتنظيمات ذات رؤى واضحة وبرامج بنهج علمي، وهذا حراك صحي جدًا يفيد المريخ ويحفز إدارة النادي على العمل، لأنها ستدرك أن هناك حالة من التنافس قائمة، وبالتالي يتحسن الأداء وكله من أجل مصلحة المريخ، والواقع يفضح كل شئ.
أكثر وضوحًا
الوضع في المريخ ليس على ما يرام، بعيدًا عن نظريات المع والضد، وفريق الكرة يشهد تراجع غير مسبوق، وهناك فشل كبير للمحترفين حتى الآن، وهنالك عدم رضا من مردود المدير الفني جيوفاني سوليناس، الذي يمارس العناد والمكاجرة في أبسط الأشياء.
استقالة الأخ الحبيب الزميل الكبير معاوية الجاك، من منصبه كرئيس للآلية الإعلامية في المريخ، تؤكد أن الأمور ليست بخير في المريخ، ومن المعلوم عن ود الجاك إنه لا يهادن ولا يجامل في المريخ.
بصدرٍ رحب تقبلت اعتذار الأخ ود الشريف، الذي مد لي أياديه بيضاء بعد جفوة صغيرة عابرة تعدى فيها علي، ويُحسَب له أنه بادر بالاعتذار والاعتراف بالخطأ وتلك شجاعة منه، وأنا بطبعي ليس ميالًا للتهاتر، والدخول في أمور شخصية مع أي شخص في هذه الدنيا، التي نحن فيها ضيوف قد نغادرها في أي لحظة.
وعملًا بمقولة “واختلاف الرأي فينا يجعل المريخ أقوى”، وياريت البعض يبطل التنظير ويبتعدوا عن التصنيفات التي تضر بأي حراك مريخي، ليكون العمل في بيئة صحية سليمة، تُسهم في النهوض بالمريخ ومعالجة أي خلل.
مجرد سؤال
لماذا لا نرتقي بمفاهيمنا وننظر إلى الجانب الممتلئ من الكوب؟