دور الإعلام الحقيقي!!
أبو بكر الطيب
للإعلام دور حقيقي ورئيسي يلعبه، ويعمل من خلاله على إثراء وجدان وعقل الشخص المتلقي، فترفده بالمعلومة الصحيحة وتغذي عقله وتؤهله بالثقافة والإدراك، حتى يتفاعل مع ما تقدمه له الصحافة عبر كتابها وأعمدتها من واقع مصداقيتها، من الأخبار التي تجعله يعيش الأحداث ويواكبها.
تلك هي الصحافة والإعلام وذلك هو خط سيرها، أما ما نشاهده اليوم في عالم الصحافة والإعلام، وما نقرأه من تطبيل يرقص له فرحًا أغلب المخدوعين، وما نراه من غياب كامل للقوانين التي تنظم صناعة الإعلام، حيث تكاد صحافتنا أن تكون الوحيدة في كل العالم، التي تعمل من غير ضوابط أخلاقية تنظم عمل الإعلام، مما أدى إلى الانفلات والفوضى وتجاوز كل المفاهيم والقيم المهنية، من كتابات بعبارات تفتقد الحياء والأسلوب الرصين، ومن أفكار متناقضة واستهانة بالكلمة المكتوبة، مع خنق من يقول لا دون أن يحمل سكينًا أو يستل سيفًا، وإلصاق تهمة المعارضة به ووصفه بأقبح الأوصاف.
إذا كانت مهمة المجلس إدارة شؤون الكيان، فعلى الأقطاب تقع مسؤولية المتابعة والمساءلة والمحاسبة.
إن ما نراه الآن في الصحافة وما نقرأه، لا يرتقي لأن يكون على درجة من الاحترافية والموضوعية، وذلك يعتبر من أكبر علات الإعلام، الذي يريد ممن يخالفه أن يخرس ويمنعه من إبداء رأيه، وما يجب أن يبقى هو خط الموافقة والتأييد، وهو ما يجعل سلاح الإعلام مسلطًا على رقاب العباد.
إذن هذا هو حال صحافتنا، التي تفتح أبوابها وتمهد طرقاتها وتستقبل وتكرم من يزهق روح قوانينها، ويدمر مهنيتها ويثقب ثوب حيائها، ويجعل من سلطتها بابًا للتسول والارتزاق والمكاسب الشخصية، بعد أن تطيش دبابيسه وتصيب ضحاياه، ويستمر القصف فيقتل من يقتل وهكذا تستمر معانتنا، مع الإعلام وبعض المتصحفين الوافدين إلى عالم الصحافة، دون أدنى مؤهلات بيد أنهم وجدوا باب الغرام فاتح، فدخلوا ومكثوا فيه سنين عددا، وكل ما يملكونه من مؤهلات هي تلك السنوات العجاف، التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
وأهلك العرب قالوا:
إن الإعلام بات متاحًا لفئة تسعى لتحقيق أهداف غير نبيلة، وإن معظمها يحمل نوايا خفية ومضللة، أحدثت إرباكًا في عمل الصحافة والإعلام وأفسدتها.
والله المستعان.