الأوصياء والرأي الانطباعي!!
محمد الطيب كبّور
نحن في السودان انطباعين بصورة غريبة جدًا، لدرجة أننا نحِن دائمًا للماضي أكثر من التمعن في الحاضر، والتخطيط للمستقبل عندنا لا يتعدى كونه “كلام والسلام”، ونادرًا ما نبادر باقتحام عوالم جديدة، بل ننتظر غيرنا ليخطوا ثم نتبع خطواته، لا أدري أهو خوف من التجربة أم هي عادة متوارثة فينا.
أي منتج جديد ينزل عندنا في الأسواق، ليس من السهل أن يجد قبولًا عند الناس، لأننا عندما نتوجه للسوق فإن ماركات معينة تكون محل اهتمامنا، دون البحث عما هو جديد، وعملية الإقناع بالجديد نفسها تحتاج لمجهود كبير، مدعم بالحليفة والتعهد بالمسؤولية إذا لم يعجبك الجديد، هكذا تمضي الأمور عندنا.
الانطباعية نمط حياة بالنسبة لنا، لذلك فكرة التغيير عندنا دائمًا ما تصطدم بعقبات كثيرة جدًا، وقد تضعك في محل تصنيف حسب رؤية الطرف الآخر، دون أن يترك مساحة لفهم وجهة نظرك، لأن الأمر لدى الطرف الآخر محسوم تمامًا ولا يحتاج عنده للنقاش.
وهذا النهج جعلنا نتأخر كثيرًا في مختلف المجالات، والشاهد على ذلك أن العالم الآن يتطور، وآلاف الماركات دخلت الأسواق وأثبتت كفاءتها، ونحن مازلنا في محطة القديم بل القديم جدًا، لدرجة أن عربة بوكس موديل “76- 83″، سعرها قد يكون بنفس سعر الموديل الحديث، والأجهزة الكهربائية كذلك، فيها شركات كثيرة قدمت تكنولوجيا متطورة جدًا، ولكن نحن ما زلنا في محطة القديم.
الأمثلة كثيرة وفي كل المجالات والرياضة ليست استثناء، وإذا تحدثت عن خلل إداري ينبري لك بعض من نصبوا أنفسهم أوصياء على النادي، ممن يريدون إسكات صوت النقد بدون حجة ولا منطق، مهما كان ذلك النقد موضوعي وبناء، ويهدف إلى ترقية أداء عمل المجالس بالتبصير بمواقع التقصير، إلا أن الأوصياء يعملون على تجريمك، بوصفك بالمعارض الذي يستهدف الكيان.
هذا الأمر خطير جدًا، لأنه يعمل على صناعة رأي سالب في كل من يخالف المجلس، حتى وإن كانت نقاط الخلاف لا تحتاج إلى مغالطات، وبالتالي يضيع النادي بسبب الأوصياء والآراء الانطباعية المعدة مسبقًا، التي لا تريد ترك مساحة للرأي والرأي الآخر، لتقويم عمل المجالس.
أكثر وضوحًا
اللعب في الدوري الموريتاني، لن يفيد المريخ من خلال المباريات التي شهدناها ، ويُشكر الأخوة في موريتانيا الشقيقة على الروح الطيبة، التي جعلتهم يستضيفون بتعاون جميل قمة الكرة السودانية في الدوري الموريتاني.
على إدارة المريخ أن تبحث عن تجارب قوية، خارج منافسة الدوري الموريتاني إذا أرادت تجهيز الفريق، لأن الاكتفاء فقط بالمشاركة في الدوري الموريتاني ليست كافية، لضعف الأندية المنافسة في الدوري ما عدا عدد قليل، يمكن أن تمثل مبارياته تجارب حقيقة للزعيم.
النظرة بالطبع ليست للآن، ولكن للعمل على تجهيز الفرقة الحمراء للموسم الجديد، خصوصًا أن إدارة المريخ عملت على إحلال وإبدال عناصر كثيرة في الفريق، وبالتالي حاجتهم لتجارب متعددة مطلوب جدًا، لصناعة الانسجام بين العناصر ليستعيد الزعيم شخصيته المفقودة.
نحن في “الصّفوة” بعيدين تمامًا عن التهاتر وعن القضايا الانصرافية، نعمل بضمير مهني ووعي عالي، إيمانًا بضرورة أداء رسالة إعلامية متكاملة “كل أشكال العمل الصحفي”، لنسهم في نهضة وتطوير الرياضة عمومًا والمريخ على وجه الخصوص، من خلال الدور الرقابي التخصصي الذي نمارسه.
مجرد سؤال
متى تتحررون من هذه الأفكار؟