مع إنه في الإمكان
أبو بكر الطيب
يجب أن نفرق بين قدراتنا وأمنياتنا، كما يجب أن نجعل طموحاتنا على قدر إمكانياتنا.
هل الخطأ والتردي في المريخ مرجعه إلى عدم الفهم، وعدم معرفة المدخل الرئيسي إلى قدراتنا الفنية والبدنيّة، وعدم تقدير المستوى الحقيقي للفريق وبالتالي مطالبته بتحقيق نتائج وانتصارات، لا يملك القدرة عليها ولا سبيل لادراكها، لنتجرع مرارة الفشل والتراجع للوراء.
منذ وصول هذا البيتزا الإيطالي، والفشل والعجز هما سمتان من سماته، إضافة إلى عدم وصوله إلى قرارات وسياسات مرضية تحدد وتؤكد جدارته وشطارته، وقياسًا على نتائجه ومجهوده، في رفع المستوى الفني والبدني للفريق، نجده لم يضيف شئ بل العكس تمامًا.
ومن المفارقات العجيبة التي لازمت هذا المدرب، هو فشله المتكرر، الذي يزيد من كمية الألم والحسرة والجهل وسوء الاختيار.
وهل يا ترى سيستمر هذا هو الحال لعامين قادمين؟ وسيظل المريخ معتقلًا، يبحث عن الإفراج وطلب البراءة من سجن هذا الإيطالي، ويتذوق مرارة الهزيمة والفشل مرات ومرات، ولا سبيل للخروج من هذا الاعتقال سوى إنهاء أي ارتباط به والتعجيل بمغادرته، بوصفه مدربًا فاشلًا بل خبيرًا في الفشل وسوء التخطيط، وغير قادر على اتخاذ القرارات المناسبة لتحقيق النجاح.
إن الوسيلة الوحيدة لحماية المريخ من دمار هذا المدرب، هو الإسراع بمغادرته حتى نحمي المريخ من أي انتكاسة أو فشل جديدين.
إن فشل اليوم لا ينفي نجاح الغد، فمهما تراجع المريخ وتقهقر فهو قادر على العودة من جديد، فالنهر عندما يغادر الضفة لا يغادرها لكي يهجرها، بل ليعود أشد قوة واندفاعًا.
فليكن لقاء المريخ بالبطولات والانتصارات، كلقاء النهر العائد إلى الضفة، أكثر قوة وأشد اندفاعًا وألقًا.
وأهلك العرب قالوا:
إن تحقيق الأماني والطموحات، يحتاج لمقدرات وعزيمة وإرادة ومثابرة، من دونها سيكون هناك المزيد من الفشل وتأصيل لجذوره، وسنغرق في الإحباط وندور في مدارات الفشل.
والله المستعان.