صديق كوة.. الأمل في التعافي
عوض العبيد
دعوة كريمة من الإخوة الأعزاء بابكر سومي ومحمد الطيب كبّور، للعودة من جديد بعد غياب طويل للعمل الصحفي، عبر موقع “الصّفوة” الإخباري.
عامان وزيادة توقفت فيها عن العمل الصحفي الرياضي، بعد العمل كمنسق إعلامي لنادي المريخ.
أسباب عديدة دعتني للتوقف سأعود إليها لاحقًا بالتفصيل، وبلا شك من بينها هذه الحرب اللعينة، التي فرضت على الشعب السوداني المكلوم من مليشيات الدعم السريع، ونسأل الله- سبحانه وتعالى- أن ينصر قواتنا المسلحة، نصرًا عاجلًا غير آجل.
أعود للكتابة- والعود أحمد- ونسأل الله أن يوفقنا لنكون إضافة لموقع “الصّفوة”، وأن نقدم بعودتنا ما يفيد.
مزيج من المشاعر والأحاسيس المتداخلة المتشاكلة، وموجة من الحزن والأسى والفرح وأيضًا الأمل غشيتني، حينما قادتني قدماي رفقة عدد من الزملاء الإعلاميين، إلى زيارة لاعب المريخ وحي العرب بورتسودان والمنتخب الوطني صديق كوة، هذا اللاعب- صغير السن كبير الموهبة الذي قدم الكثير وهو في ريعان شبابه- حزنت على ما أصابه من مصاب عظيم، جراء حادث حركة مطلع العام الحالي بمدينة بورتسودان، لينتج عن ذلك كسر في الفقرات العنقية وشلل رباعي، جعله مقعدًا عاجزًا عن السير إلا بكرسي المعاقين.
حالة من الفرح- أيضًاـ غشيتني، بسبب أنني وبحكم عملي مع القنصل حازم في مكتبه بالقاهرة، كنت موفدًا منه للوقوف على حالة اللاعب، استجابة لمبادرة أطلقها الزميل العزيز الفاتح مبارك عبر صحيفة الماتش الرياضية، وعبر الزميل أحمد جابر، ناشد من خلالها الرياضيين للوقوف مع اللاعب، حتى يتمكن من إكمال مراحل العلاج، ومصدر فرحي كان بسبب أنه ما زال هناك من يؤمن، أن أمثال صديق كوة لاعب منتخب الوطن، يستحقون الوقوف معهم في المحن والأزمات.
ومصدر فخرنا واعتزازنا، أن المبادرة جاءت من رجل معروف عنه وقفته مع جميع الرياضيين، وله صولات وجولات وأيادٍ بيضاء، فالقنصل حازم رجل المبادرات الرياضية والوطنية- بلا منازع- وهو من أصحاب الهمة العالية، وله في المسؤولية المجتمعية صولات واضحة وجولات غير منكورة.
اللاعب صديق كوة أجريت له عملية قبل أشهر، وهو يعاني- الآن- من الشلل، وهنا يجب أن نذكر الإخوة في نادي حي العرب بورتسودان، فهم من أكملوا إجراءات سفر اللاعب إلى القاهرة، وتكفلوا بإجراء عملية اللاعب عبر بطاقة التأمين الطبي لهيئة الموانئ البحرية، التي قامت- مشكورة- باستئجار شقة للاعب في حي “أرض اللواء” بالقاهرة لمدة سبعة أشهر.
بعد إجراء العملية قرر الطبيب المعالج تركيب جبائر، حتى تساعد في معالجة الشلل، كما قرر له جلسات علاج طبيعي، وجلسات مائية ووظيفية، لمدة ستة أشهر بواقع 4 جلسات في اليوم.
حالة من الأمل والتفاؤل تغشاني بأن الغد سيكون أجمل وأنضر، لأن المبادرة التي أطلقتها صحيفة الماتش، وتكفل بها القنصل حازم مصطفى رئيس نادي المريخ السابق- تشير كل التوقعات الطبية إلى نجاحها إن شاء الله- ستقود في نهاية المطاف إلى تعافي هذا اللاعب الخلوق، الذي دخل اليوم مرحلة جديدة، كونه يتلقى الآن 4 جلسات علاج طبيعي يوميًا، بعد أن كان يتلقى جلسة واحدة في اليوم بسبب ظروفه الخاصة.
كما سيتم اليوم الأحد تركيب الأجهزة الطبية للاعب صديق كوة، عبر أكبر وأشهر شركات الأطراف الصناعية في القاهرة، والتي ستساعد كثيرًا في معالجة الكسر وتسريع وتيرة العلاج، وسيكون لها تأثير على صحته النفسية والجسدية، بحول الله تعالى وقوته.
خط أمامي:
نحن بين الناس “صفوة” نحن في المريخ إخوة.
خاتمة:
إذا أراد الله نشر فضيلة
طويت أتاح لها لسان حسودِ
لولا اشتعال النار فيما جاورت
ما كان يعرف طيبُ ريح العودِ.