الشطب بالجملة
د. طارق عوض سعد
حتى الأمس القريب كان معدل شطب اللاعبين من كشف المريخ لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.
أذكر أن آخر مجزرة شهدناها كانت في عهد المدرب حسن المصري، الذي وضع على منضدة المجلس عصرئذٍ، قائمة تحوي 16 لاعب معظمهم من أبطال مانديلا.
وحين كانت المجالس مجالس والمؤسسية سيدة الموقف، نفذ المجلس توصية المدرب وقام بشطب كل اللاعبين المذكورين في القائمة المأزومة.
ماذا كانت النتيجة؟ عام الرمادة، بل عامين خليا من الرمادة، حتى استطاع بعدها المارد الأحمر أن يلتقط أنفاسه ويستعيد قواه.
صحيحٌ أن هذه الظاهرة اختفت إلى حد ما منذ أخريات التسعينيات، بفقه الاستفادة من التجارب الخالية، بيد أنها عاودت الإطلالة مرة أخرى في بداية الألفية الجديدة، وتحديدًا في فترة السيد جمال محمد عبد الله الوالي.
جاء جمال للمريخ يحمل وثابة الشباب والمال الوفير، ولعل هاتين الميزتين أشعلتا جذوة الطموح لدى الوافد الجديد، وفتحت الباب مشرعًا أمام تطلعات النفعيين والمتسلقين.
وقد أفرز هذا الوضع إعادة مبضع الألم القديم، باختلاف معطيات الزمان وذات المكان، فتعاظمت أسعار اللاعبين الجدد وأصبحت مبالغ فلكية، لدرجة أنه تم تناولها على منابر المساجد، وجلسات الأنس الصفوية والدنيا.
بينما كان السيد جمال الوالي ينشد جراء هذا الصرف البذخي، تحقيق بطوله تزين دولاب بطولات المريخ المحلية ببطولة إقليمية ذات وزن، كان النفعيين أكثر استثارة لفتح مغاليق المال السائب، أملًا في اكتناز المزيد والمزيد من أموال المريخ.
ماذا كانت النتيجة؟ “سيكافا” وما أدراك ما “سيكافا”، إلى هنا ولكننا نتقافز بمتوالية هندسية فيما يلي الحقب الزمنية الخاصة بتسجيلات الكوتة.
السيد النمير ليس استثناءً، أوقعته القرعة في عقد العشرة سنوات الثالثة من نسل سياسة الشطب بالجملة، تشابهت الظروف والصروف، لدرجة أننا بدأنا فعلًا نشاهد وفد مقدمة أعوام وليس عام الرمادة، إذا ما استمر النمير في مثل هكذا شطب وهكذا إعارة.
لكن الجديد أن السيد النمير أردف حدوتة الشطب بالإقالات على المستوى الإداري والتقني، وها نحن الآن بصدد معايشة فيلم هندي جديد بعنوان سوليناس كان راجل أقيلني.
المريخ في ورطة.