وسط الرياح

درس العصر

أبو بكر الطيب

صدور قرار مجلس المريخ بإعفاء المدرب الإيطالي، بعد أن أربك كل حسابات القلعة الحمراء، وأدخل النادي في حسابات معقدة، يعتبر هو القرار الصحيح في ظل الإشكاليات التي تواجه النادي في الوقت الراهن، وكنا ننتظر قرارات آخرى لا تقل اهمية عن هذا القرار، والآن
تجري خلف الكواليس محاولات عديدة للبحث عن بديل آخر، وسمعنا عن خيارات جديدة من هنا وهناك، فهل هذا الإسراع والتسرع لإيجاد البديل، لأمر فيه تجديد أم بما مضى على نفس المسار والطريق، الذي انتهى به عقد سالفه الإيطالي، وبتلك الأخطاء المتكررة والمستمرة في إبرام العقود الخاطئة التي أدمنها المجلس، وبالتالي يبقى الاختيار والتعاقد من أجل إرضاء القاعدة الجماهيرية، بنفس الغموض وسوء الاختيار، لنفتح صفحة جديدة من المعاناة المتجددة، وبداية جديدة لإخفاقات تتوالى لخسائر كبيرة.

منذ فترة والمريخ يشهد عدة أزمات، من أبرزها المدرب الإيطالي، وهناك أزمات أخرى تتمثل في رحيل اللاعبين وعدم رغبتهم في تجديد تعاقدهم، فماذا قرر المجلس بشأنهم؟ وما هي الخطوات التي سيتبعها المجلس للحد من هذه الأزمة؟ وما هي طريقة معالجتها؟ إذ تعتبر هذه الأزمة من أكبر المشاكل التي تواجه المجلس حاليًا.

يحتاج المريخ حاليًا إلى سرعة في البحث عن حلول لأزماته، وإلى رحيل المدرب الإيطالي أولًا، بالإضافة إلى إستقرار اللاعبين وتصحيح البيئة المحيطة بالفريق، لا خلاف في أن تنتهي أزمة المدرب برحيله، وتلك خطوة في طريق تدارك الأخطاء الفنية، والحفاظ على وضع الفريق بالاستقرار وتحسين نتائج المباريات المقبلة، وهي خطوة أولى في الاتجاه الإيجابي، ولكن يجب أن لا يكون الرحيل هو الحل الوحيد، ويجب على الذين يبرمون العقود ويوقعونها التفكير مليار مرة، في الأسباب التي يتم من أجلها توقيع تلك العقود، والعمل على حلها حلًا جذريًا شاملًا يحد من تكرارها مرة أخرى، ومن أهمها أن يكون اختيار المدرب الجديد، عن طريق خبراء وليس سماسرة ووفق معايير علمية.

والأهم من ذلك كله، مراجعة السياسات التي تحكم العلاقة بين الدوائر الفنية ومجلس الادارة، فمن الملاحظ وجود تلك الفجوة الواسعة بين المجلس وجمهور “الصّفوة” وعدم التواصل، فلماذا لا يصدر المجلس بيان توضيحي حول أسباب إقالة المدرب، والخطوات التي اتخذها بعد رحيله، وما هي البرامج الموضوعة للفترة القادمة، وتقديم تقييم عن الفترة السابقة مع تحليل الأداء، ومراجعة بعض السياسات العامة وتجويدها.

نتعشم أن تكون تلك هي البداية، لقرارات لاحقة توقف نزيف الإخفاقات والأزمات، وتعيد للأحمر الثقة المفقودة، ليعود الأحمر مجددًا ماردًا معافى، ويحتل موقعه في مقدمة الأندية داخليًا وخارجيًا.

وأهلك العرب قالوا:
الأخطاء لا تصحح بإقالة المدرب وحده فهي في الداخل وتتحرك بحرية، ولكن الحكمة تكمن في القدرة على عدم تكرارها.
والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..