مبروك منتخبنا الوطني
د. طارق عوض سعد
في غمرة الأحزان التي التفت حول خاصرة الوطن، تظل الرياضة المتنفس الأول لكبح جماح الحرب ومشتقاتها، من نزوح وتشرد وقتل وسحل.
بالأمس وعلى طريقة القاص الناص السيناريست أسامة أنور عكاشة، رفدنا المنتخب الوطني بـ”ابتسامة بين الدموع”، وما أروع أن تسعد الروح بعد طول انتظارٍ وأحزان.
حين تحدثت سابقًا عن الأدوار المهمة التي يقدمها الاتحاد العام، في سبيل تطوير واستدامة النشاط الرياضي بالسودان، لم يكن إطنابي عليه من فراغ، وها هو الاتحاد يقدم لنا الدروس والعبر عيانًا بيانًا برغم قساوة الظروف.
كواسي أبياه مخاض هذا الاتحاد، هو الآخر لم يخذل همم الرجال الذين أوكلوا إليه هذه المهمة الصعبة، حيث استطاع الرجل في فترة وجيزة، أن يحجز مقعده وسط الكبار في القارة.
صحيح أن هناك بعض الهنّات، التي صاحبت إعداد فرق المراحل السنية وأقعدتها، بحيث لم تقدم المرجو والمأمول منها، بيد أن العذر مبذول للاتحاد العام، اتكالًا على حالة عدم الاستقرار المعروفة لدى الجميع.
مكابر من ينكر هذا الجهد، فحتى أكثر المتفائلين لم يكن يتخيل وصولنا لمرحلة المجموعات في البطولة الإفريقية.
ثمة مناشدة من أجل الوطن، تعالوا من أجل أن نعيده سيرته الأولى، وادعموا الاتحاد العام لنصبو جميعًا لتحقيق حلم الأميرة الإفريقية، التي غابت عن الديار لنحو خمسون عامًا ونيف.
الانتصارات التي يحققها منتخبنا الوطني تحتاج منا لبذل الدعم ونبذ الخلافات الآنية، فالابتسامة بين الدموع لا تأتي خفافًا، إلا لمن استطرب مساحات الأمل بين باحات الحزن المقيم.
والآن يطربنا العجب وياسر ومزمل وصحبهم بأجمل السيمفونيات، بالانتصار تلو الانتصار ومن واجبنا تحفيزهم ولو معنويًا، وعلينا إبداء طيب المحيّا في وجوههم، والتمظهر بالابتسام رغم أنّات هذه الحرب اللعينة.
الابتسام في وجه الكريم، مدعاةٌ لبذل الأخير مزيدًا من العطاء عرفانًا لفضيلة الابتسام، شكرًا أبناء كواسي لمنحنا كل هذا السعود، شكرًا كواسي أبياه قائدٌ أوركسترا النصر المؤزر.
شكرًا جزيلًا اتحادنا العام.
وإلى الأمام.